تبرع الملك والملكة بقيمة جائزة الأخوة الإنسانية انعكاس لمدرسة العطاء الهاشمية
28-02-2022 05:36 PM
عمون - حملت جائزة "زايد للأخوة الإنسانية" لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، في نسختها لعام 2022، طيفا واسعا من معاني العرفان والتقدير لجهود جلالتيهما في احترام التنوع والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، ولاقت اهتماما عالميا وإقليميا ومحليا، وفي مقدمته تهنئة شيخ الأزهر أحمد الطيب بقوله: "لقد قدمتما أنموذجا مميزا للأخوة والتعايش الإنساني"، وإعراب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن سعادته بها، بقوله: "تمثل الجائزة التي منحت لكما اليوم تكريما لجميع الشعب الأردني الذي يتابع سيره بعزم وشجاعة، في خضم صعوبات جمّة، على درب السلام والاعتدال ونبذ العنف".
واكتسبت الجائزة، وفقا لمعنيين، المزيد من الروح الإنسانية حين تبرع جلالتاهما بقيمة الجائزة، "لسداد الالتزامات المالية المترتبة على سيدات غارمات بحقهن طلبات قضائية في المملكة"، مترجمة من خلال هذه المبادرة النبيلة، المعاني السامية لشجاعة موقف المدرسة الهاشمية في العطاء والتواضع والإيثار والتضحية.
والجائزة الممنوحة لجلالتيهما هي إحدى أهم مبادرات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وهي لجنة دولية مستقلة تأسست لتعزيز القيم التي تضمنتها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، في أبوظبي عام 2019، بهدف تعزيز قيم السلام والحوار والعيش المشترك، وهي تعد، وفقا لمراقبين منارة تعكس التقدير العالي للمكانة العالمية لجلالة الملك وجلالة الملكة، تلك المكانة التي اكتسبت الاحترام والتقدير، ولفتت أنظار العالم أجمع، وعكست الصورة الحضارية للمملكة، التي تمكنت بفضل حكمة الهاشميين من تعزيز ثباتها واستقرارها والحفاظ على مكتسباتها رغم كل الأزمات التي عصفت بالمنطقة.
يرى أمين عام حزب الرسالة، الدكتور حازم قشوع، أن التسامح والإخاء والعطف والإيثار والعفو والعطاء، صفات تجذرت بالثقافة الأردنية التي عززها جلالة الملك كقيمة إنسانية معبرة عن تواضع المدرسة الهاشمية وتاريخها العريق بالتضحية والفداء، منوها إلى أن الجائرة التي منحت لجلالتيهما، هي تعبير صادق عن الامتنان لدوريهما في تحويل هذه الصفات لواقع ملموس، ترك ويترك أثره في الكثير من المفاصل والوقائع والأحداث.
ويضيف: استحق جلالة الملك وجلالة الملكة هذا التقدير بكل جدارة، حيث عكست تلك الجائزة الحرص الكبير لجلالتيهما، على احترام التنوع والتعايش السلمي، وإعلاء قيم الكرامة الإنسانية والتسامح والدفاع عن القضايا العادلة والحقوق في كل المحافل العربية والدولية، مؤكدا أن مثل هذا التقدير يبعث برسالة عالمية تروج لدور الأردن الحضاري المهم في تثبيت دعائم الاستقرار والتقدم.
من جانبه، يؤكد الكاتب والنائب السابق، الدكتور هايل ودعان الدعجة، أن تسلم جلالة الملك وجلالة الملكة لهذه الجائزة، يعكس، في مجمل ما يعكسه، المكانة العالمية المرموقة التي يحظيان بها، بفضل حضورهما الفاعل والمؤثر في المنظومة العالمية، من خلال توظيفهما للمنابر والفعاليات الدولية من أجل نشر مبادئ السلام والمحبة والتسامح والوئام والاستقرار ودعم قضايا الحوار بين الأديان.
ويتابع: "الجهود الملكية المبذولة على الساحة الدولية دفاعا وانتصارا لقضايا الحق والعدل في المنطقة لافتة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فضلا عن دور جلالة الملك في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، انطلاقا من الوصاية الهاشمية، وكذلك، الدور الأردني الديني والتاريخي في القدس الشريف، منوها إلى موقف الأردن المشرف في استضافة اللاجئين، استنادا إلى إرث عريق ومنظومة قيمية وأخلاقية قائمة على التراحم والإنسانية، تمت ترجمته مجددا وبصورة فورية من خلال تبرع جلالتيهما بقيمة الجائزة لسداد التزامات الغارمات، وهذه مكرمة ملكية ليست غريبة عن أطباع الهاشميين".
ويعرج الدكتور الدعجة على حرص جلالة الملك من أجل تثبيت دعائم الاستقرار ومكافحة الإرهاب، ومطالبة جلالته بضرورة التعاون والتنسيق ووضع استراتيجية تشاركية عالمية لمواجهة التهديدات والمخاطر الناجمة عنه، من خلال منهج فكري مستنير يستند إلى قيم إنسانية نبيلة، أساسها التسامح والتعايش والعدل والتراحم، حيث تأكيد جلالته الدائم على ضرورة الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والشراكة الدولية من أجل تعزيز فرص السلام والازدهار، معلقا: "التقدير الكبير الذي يحظى به جلالة الملك وجلالة الملكة، هو محط إعجاب العالم، واحترام المرجعيات الدينية الأولى في الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان"، وهذا أيضا موضع اعتزاز وافتخار.
ويتابع، الدعجة وهو رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية الإماراتية الأسبق، بقوله: كل ذلك إنما ينعكس على نجاح الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك، والتي تمثل إحدى أهم الأدوات والأوراق المؤثرة التي يمتلكها الأردن، إذ اسهمت بدورها في تعزيز مكانته الدولية وتعزيز شبكة علاقاته الخارجية، بما أفضى لتوسيع آفاق التعاون والشراكة الإقليمية والدولية.
ويؤكد الدكتور الدعجة أنه وانطلاقا من مضامين الرسالة الأخلاقية والإنسانية والدينية والتاريخية التي يحملها الأردن، فقد أخذ على عاتقه مخاطبة المجتمع الدولي ودعوته لمراعاة مبادئ الاحترام المتبادل والشراكة والروابط التي تجمع بين دوله وشعوبه، حرصا منه على تعزيز قيم التسامح والتآخي والعيش المشترك والتنوع والتعدد، ورفضه لاستهداف أي مكون اجتماعي على أساس ديني أو عرقي أو طائفي، وذلك تماشيا مع جهود جلالة الملك في قيادة مسيرة الحوار العالمي للأديان، وطرحه مبادرات إنسانية، تكرس قيم التسامح والتعايش، ممثلة بـ"رسالة عمان وكلمة سواء وأسبوع الوئام العالمي".
ويختم:" كثيرة هي الشواهد والمواقف التي تؤشر إلى فاعلية الحضور الملكي وتأثيره في المنظومة الدولية بفعالياتها ومنظماتها ودولها الوازنة والمؤثرة، وإلى المكانة المرموقة للقيادة الهاشمية المقدرة في الأوساط والمحافل الدولية".
مدير عام مؤسسة محافظتي التطوعية، المهندس عبدالله بني هاني، يقول: "تلقينا كشباب أردنيين ببالغ التقدير والفرح التكريم المميز لجلالتي الملك والملكة، والذي يعد أيضا تكريماً لجميع أبناء الشعب الأردني، وهو تقدير لافت للجهود الكبيرة لجلالتيهما في تعزيز قيم التعايش والحوار بين الأديان"، مشيرا إلى دور الأردن الفعلي والكبير في إرساء قواعد الاستقرار والأمن والأمان والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف ومكافحة الإرهاب، والدعوة لحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار والتفاوض، بغية تكريس مقومات الثبات والنماء والازدهار".
ويذكّر في هذا السياق بدور القيادة الهاشمية المستمر في الاعتدال واحترام الآخر، متطرقا لمبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان الذي اقترحه جلالة الملك في هيئة الأمم المتحدة عام 2010، والذي يهدف لتعزيز السلام ونبذ العنف، حيث تم تبني ذلك المقترح من الجمعية العامة التي أعلنت حينذاك الاحتفاء بالأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام بوصفه أسبوعا عالميا للوئام بين الأديان.
ويتابع بني هاني "لم يدخر جلالة الملك أي جهد من أجل قيم العدالة والحق والمساواة من خلال المبادرات والدعوات السلمية، من أجل ترسيخ قيم الحوار والتفاهم والتسامح والاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين وتحقيق السلام العالمي والتعايش بوئام بين سائر البشر والاحترام المتبادل للرموز المقدّسة للأديان، والتسامح والوحدة في العالم الإسلامي"، مشيرا إلى جهود جلالته المتواصلة في تدعيم سبل السلام وإرساء قواعده، وحل القضايا العربية بالطرق السلمية، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ويواصل: "يترك هذا التقدير الملكي العالمي لصاحبي الجلالة الأثر الكبير في نفوسنا، ويحق لنا كأردنيين أن نفخر بكل المبادرات الإنسانية الهاشمية"، لافتا إلى ضرورة تعظيم الإنجازات الوطنية، والتصدي للسوداوية والشائعات والأخبار الكاذبة والمفبركة، والتي لا تخدم إلا أعداء الأمة.
ويشدد بني هاني، في هذا السياق، على أهمية ودور القيادة الهاشمية الإنساني في مناطق النزاع والأزمات والكوارث، من خلال قوات حفظ السلام، فضلا عن دور الأردن الكبير في استقبال كل من يقصده، بكل احترام وحب، رغم محدودية الموارد و قلة الإمكانيات.
ويثمن كغيره من الأردنيين تبرع جلالة الملك وجلالة الملكة بقيمة الجائزة لسداد الالتزامات المالية المترتبة على سيدات غارمات، معلقا: "هذه مبادرة عظيمة تقدر وتحترم، لصاحبي الجلالة".
(بترا - إخلاص القاضي)