في ليلة "الإسراء والمعراج"
شحاده أبو بقر
27-02-2022 11:54 PM
المؤمنون بالله جل في علاه، هم فقط من يدركون أن عظمته سبحانه فوق منسوب أعظم عقول البشر كافة، وهم وحدهم من يخشونه وإياه يرهبون فيرونه ماثلا جل جلاله عند كل قول أو عمل أو سلوك.
هؤلاء فقط، هم من يسألون النفس الأمارة بالسوء، عن مدى تطابق أقوالهم وأفعالهم مع ما يرضي الله أو سخطه والعياذ به تعالى، فلا تجنح بهم الحياة الدنيا ومغانمها الزائلة عن جادة الصواب والحق، وإن فعلوا ندموا وإستغفروا ثم تابوا.
نقول هذا في ليلة عظيمة جبر الحق تبارك وتعالى فيها، خاطر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من ظلم عتاة الكفر والجهل في حينه، "أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي" فيأتي الرد المزلزل "إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين"، فيرد الرسول بـ لا, عل الله ينجب من أصلابهم من يوحده عز في علاه.
نبي كريم مطارد ومحارب يناجي خالق كل شيء سبحانه، "لمن تكلني"، فيأتي الرد الأعظم من الخالق الأعظم الذي ليس كمثله شيء والقادر وحده على كل شيء، "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
وتتحقق معجزة الإسراء والمعراج الشريفين بين مكة المكرمة والقدس الشريف والسموات العلا في ليلة عظيمة، وتفرض الصلاة صلة بين العبد وربه، ويخبر محمد صلى الله عليه وسلم بما جرى، فيصدقه المؤمنون الصادقون الذين هدى الله لنوره، ويكذبه الكفرة ممن ختم الله على قلوبهم.. والغريب العجيب أن بين أوساطنا نحن العرب اليوم، من ما زال يشكك بخبر إمام الرسل في بيت المقدس، ساخرا من الغيب كله.
ولو سألت هؤلاء الرافضين للإيمان بالغيب هل للكون حدود أم لا، لقالوا قطعا له حدود، ولو تابعت السؤال، ترى، ماذا يوجد خلف تلك الحدود، لقالوا لا نعلم.. !، إذن هو غيب بالنسبة لهم!، ويصرون على رفض الإيمان بالغيب الذي بوجوده يقرون!!!.
لا علينا، نسأل الله في علاه أن يفرج همنا وغمنا ويزيل عن أمتنا كل كرب وعن قدسنا وأقصانا رجس الغاصبين الغزاة المحتلين، وأن يجمع شمل الأمة وقد تفرقت بها السبل، على الخير ووحدة الكلمة والصف حتى تسترد كرامتها وحقوقها من كل غاصب.. الله وحده من أمام قصدي.