شباب حي الطفايلة .. أي حكمة هذه
د. صبري ربيحات
27-02-2022 09:35 PM
في عمّان وعلى امتداد سفوح الجوفة والتاج المقابلة لجبلي القصور والقلعة والمطلة على شارع الهاشمي تلتصق بيوت ومباني الحي التي شيدها اوائل المهاجرين من ابناء عشائر الخوالدة والرعود والحراسيس والربيحات وعيال عواد والسعود ممن قدموا من قرى الثوابية في منطقة الطفيلة في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي للعمل في قطاع الخدمات والجيش والحكومة.
اليوم وبعد مرور اكثر من ثمانين عاما على وصول الفوج الاول من المهاجرين نمى الحي وتمدد شرقا ليصل الى نهايات حدود جبل التاج وجنوبا نحو احياء ام تينة واطراف الاشرفية اضافة الى توالد تجمعات جديدة لهم في احياء نوارة وطارق والجويدة وغيرها.
منذ اكثر من عقد من الزمن دخل ابناء الحي معترك المجالس المنتخبة واثبتوا قدرتهم الفائقة على التحشيد والتنظيم والفوز حتى اصبحوا مثالا ونموذجا في ادارة الحملات ومخاطبة الجماهير وكسب التأييد دون اي حاجة للانفاق المسرف على الحملات او الاستعانة بخبراء الاتصال والدعاية والترويج.
في عمان العاصمة اصبح من المعلوم ان المقاعد التمثيلية في منطقتين من المناطق الاثنتين والعشرين التي تنقسم لها العاصمة ستكون من نصيب مرشحين الحي وتكاد المنافسة تنحصر في منطقتي اليرموك والمدينة بين هؤلاء الشباب الذين تحولوا الى ساسة من طراز رفيع.
منذ ايام ومع قرب يوم الاقتراع للمجالس المحلية اشتدت المنافسة بين المرشحين الذين اعتمد كل منهم على قاعدة قوامها عصبة الدم والقرابة ووسط هذا الاحتدام بدت اصوات الحكمة والعقل تتبدى من بين الصفوف لتذكر الجميع باواصر الاخوة والقرابة والصداقة مستخدمين شعارات جديدة تحث على الود والاحترام والتقبل وترمي الى خفض التوتر والمشاحنة ومنسوب العنف
العشرات من ابناء العشائر التي تدعم مرشحيها في هذه الانتخابات نشروا صورا لهم مع اخوة واصدقاء لهم من العشائر الاخرى وسط اقوال واحاديث تقول "الانتخابات يوم والصداقة دوم" او "كلنا اخوة وابناء عمومة ايا كانت النتيجة"
الصورة التي يرسمها شباب حي الطفايلة لانفسهم ولعائلاتهم ولاخوانهم واصدقائهم وبلدهم صورة جميلة تستحق التأمل وتبعث على الاحترام.
بالامس هاتفت احد الاصدقاء الذين احترم واثق برايهم فسألته عما يجري في الحي فاجابني كلما انعقدت جولة من الانتخابات كلما اتاحت لنا الفرصة لمعرفة حجم النضج والحكمة اللذين يتحلى بهما الاهل في الحي..
تحية لابناء حينا ولابائنا الذين غرسوا فينا حب الارض والامهات والاولاد وكل ما هو خير وشكرا لهذا الجيل الواعد من شبابنا المصر على الحياة بالرغم من تلبد السماء بضباب يحجب الرؤيا ويخفي ملامح المستقبل.