مقاطعة الانتخابات النيابية: الخيّر يُغيّر
عاصم العابد
08-08-2010 03:48 AM
اخواننا الكرام، الذين اعلنوا انهم سيقاطعون الانتخابات النيابية هذا العام، سنذهب اليهم في مظانّهم، لندخل معهم في «كلمة سواء» وحوار وطني راق، يتناول بالتحليل الجاد، البعيد عن التكفير والتخوين، المنطوي على الثقة والاحترام المتبادل وكفالة الرأي والرأي الآخر، الاسباب والتحفظات والضمانات والمدخلات والمخرجات المتعلقة بالعملية الانتخابية، على قاعدة التشارك الكامل في الحرص على انتخابات نيابية شفافة، وعلى قاعدة ان المشاركة الواسعة لا المقاطعة، هي التي تكفل ان يتحقق ما يعلنون حرصهم على تحقيقه، وما يصبون اليه من انتخابات برلمانية نزيهة تنتج نوابا اكفاء يمثلوننا ويحملون همنا ويذودون عن مصالحنا، ويسهمون في الجهد الوطني للوقوف في وجه التحديات الاستراتيجية والاقتصادية التي يواجهها وطننا والتي لا يمكن ان نفكفك ضغطها علينا بجهد الحكومة وحدها في منأى وتفرج الخبرات والكفاءات والهيئات والنقابات والاحزاب والتيارات الوطنية الاردنية التي هي مخزن الخبرة ومستودعها الهائل.
نحاور اخواننا الكرام، حرصا عليهم وعلى ما يمثلون من رأي آخر ولون مختلف ومنظور مخالف، وحرصا علينا كلنا وعلى تعدديتنا السياسية وتنوعنا السياسي الاقتصادي، وحرصا على انتخاباتنا ومجلس نوابنا، الذي ننظر اليه بعين الاجلال والتوقير والتبجيل، باعتباره ممثلنا والنائب الموثوق عنا، والبنيان الشامخ والركن الراسخ، من اركان ملكيتنا النيابية الدستورية.
نحاور اخواننا الكرام، على قاعدة «ان رأيهم صواب يحتمل الخطأ وان الرأي الآخر خطأ يحتمل الصواب» وليس على قاعدة تعظيم ما تحقق وتهويل ما انجزنا او تصغير ما يواجهنا من تحديات والتهوين من الاختلالات في العديد من القطاعات، ونأمل ان ننظر لموضوع الانتخابات نظرة كلية تشمل تحفظات اخواننا، والايجابيات العديدة التي تحققها المشاركة المكفولة من رأس الدولة، الذي اعلن اكثر من مرة، انه حريص على مؤسسات دستورية مكينة، وخاصة مجلس النواب الذي حلّه – حفظه الله – عندما اصبح في فترة ما عبئا على الوطن ، وفي الذاكرة ان حل مجلس النواب فعل ايجابي ومطلب شعبي، اذ استقبل قرار الحل بابتهاج واصطهاج وفرح غامر، وخاصة من القوى السياسية التي لطالما اشّرت الى المدخلات التي انتجته.
وبيت القصيد، ان مقاطعة الانتخابات تثار في وجه الحكومة التي لم تعبث في الارادة الوطنية، ولم تقدم على اية مخالفات تستوجب ان نفقع لغما في طريقها، لا بل ان الحكومة والاجهزة المختصة، تمضي في التحضير والتهيئة للانتخابات النيابية باقصى درجات الشفافية والعلنية والنزاهة.
ندعو اخواننا الكرام، الذين اعلنوا مقاطعة الانتخابات النيابية، الى ملاحظة ان المقاطعة، هي مقاطعة فعل وطني واسع هائل، وهي اعتزال – كي لا اقول عزلة – شراكة قدرية ومشاركة محمودة، والمقاطعة غياب لا حضور، فلا احد يعاقب شركاءه ويعاقب نفسه ويعاقب بلده ويعاقب التعددية السياسية، وينزوي بعيدا، لممارسة فعل المراقبة، مفرطا بقوة الرقابة وهيبتها وضرورتها.
ودائما « الخيّر بغيّر» .
Assem.alabed@gmail.com