توجيهات ملكية تمسح الحزن عن الأقصى
نيفين عبد الهادي
27-02-2022 12:35 PM
في حبّ الهاشميين ونضالهم في سبيل مدينة القدس المحتلة تفاصيل لا يمكن سردها في أسطر وكلمات معدودة تسيطر عليها أعداد كلمات وأسطرها، فقد بذل الهاشميون جهودا كبيرة لحماية المدينة المقدّسة والمقدسات الاسلامية والمسيحية، بشكل عملي وبإجراءات مجسدة على أرض الواقع بالكثير من الإنجازات النابضة بوطنية أطّرتها الوصاية الهاشمية.
وفي حرص شخصي من جلالة الملك عبد الله الثاني، حافظت مدينة القدس على هويتها العربية، وبقيت المقدسات الإسلامية والمسيحية صامدة أمام آلات الحرب الإسرائيلية، وخططها الرامية لتهويد المدينة وطمس تاريخها، والسيطرة على المقدسات، لتبقى عصيّة على كافة سياسات الاحتلال، وعلى أدوات حربه مهما كانت قوّتها وحتى تعنّنتها.
مدينة القدس المحتلة، أقصر الطرق بين السماء والأرض مدينة الإسراء والمعراج، تبقى دوما أولوية عند جلالة الملك عبد الله الثاني، عملا لا قولا، بشكل يجعل من دعم جلالته أحد أهم أسباب صمود «زهرة المدائن»، أو السبب الوحيد وفق كثيرين من المقدسيين، الذي يرون أن في دعم جلالته لمدينة الأنبياء سببا لصمودها.
بالأمس، سُجّل انتصار أردني جديد للقدس والمسجد الأقصى، وسطر جديد في مسيرة النضال الأردنية بقيادة جلالة الملك في الملحمة الأردنية للقدس، حيث أعلن أنه بتوجيهات ملكية بدأ العمل بتجديد فرش مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي في المسجد الأقصى على نفقة جلالة الملك الخاصة، ليضاف لجلالته مكرمة جديدة للأقصى المسجد الذي يحظى باهتمام ورعاية جلالة الملك بشكل شخصي.
توجيهات ملكية تمسح الحزن عن الأقصى، وتنتصر لنضال المرابطين والمقدسيين، وتضع أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي حقيقة أن الأردن يقف داعما للمسجد الأقصى، ومدافعا، ومناضلا، ويقف ليقدّم كل ما يلزمه من احتياجات وترميم وخدمات، مقدّما اليوم الفرش لمسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي في المسجد الأقصى، على نفقته الخاصة، بعد اقتحامات يومية من المستوطنين وعبثهم في المسجد وما يحتويه، جاعلا منه بحلّة جديدة والعالم على مشارف استقبال شهر رمضان المبارك.
هو عطاء جلالة الملك لأهالي القدس وللأقصى ولفلسطين، عطاء يسمع لنداءات المقدسيين، حيث ينادون في القدس لتسمع أصواتهم عمّان، ويستجيب جلالته على الفور لكل ما من شأنه منحهم القوّة والحضور المحمي لمواجهة أكثر أدوات الحرب خطورة في العالم، العطاء الذي يطلبه المقدسيون ويجدونه على الفور في ظل وحدتهم بعيدا عن أي اهتمام عالمي بواقعهم وخطورة ما يواجهون من سياسات احتلالية.
في القدس حضور أردني بقيادة جلالة الملك يراه كل مصل في مدينة الصلاة، وكل زائر وكل باحث عن عروبة مدينة تسعى اسرائيل بكل ما تملك من قوة لتهويدها، وكل باحث عن سيرة الأنبياء وباحث عن الديانات السماوية، حضور شكّل دوما سياجا يحمي تاريخ وهوية وحاضر ومستقبل هذه المدينة التي لم ولن تبتعد يوما عن أولويات وأجندة جلالة الملك.
في الاعلان عن فرش مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي في المسجد الأقصى على نفقة جلالة الملك يعيد جلالته قضية الأقصى إلى واجهة الأحداث العربية والدولية، ويمنح المقدسيين والفلسطينيين بطاقة فرح يستقبلون بها شهر رمضان وقد ازدان المسجد بفرش جديد، ناهيك عن منحهم طاقة ايجابية بأن جلالة الملك يقف معهم عملا لا قولا، لتبقى القدس زهرة المدائن وزينتها.
(الدستور)