العصافير .. لا تعرف التوقيت الصيفي
طلعت شناعة
27-02-2022 10:45 AM
امس..
كنتُ حائراً بين التوقيت " الصيفي " وبين ساعة " الموبايل " التي التزمت بتوقيت الشتاء، حين جاء العصفور وأخذ يزقزق على شبّاك غرفتي.كانت العتمة لاتزال تغطي فضاء " الحاكورة " وانا احتسي قهوة الصباح على مهل كما هي عادتي.
قلتُ : ايها العصفور .. هل جئتَ متاخراً ؟
مدّ منقاره الصغير.. وقال " للعصافير مواعيدها.. فنحن لا نعرف مواعيد الحكومة.
لنا وقتنا المبكّر ولكم مواعيدكم.
كنتُ استعدّ للخروج إلى المركز الثقافي للمشاركة في انتخابات رابطة الكتّاب.
ظل العصفور يزقزق تحت المطر وانا ابحث عن سترتي الدافئة.. بينما العصفور جمع رفاقه واخذ يشدو اغنيته الصباحية.
قلتً مستعيراً قصيدة الشاعر أبي تمّام " السيف اصدق أنباء من الكتب ". ولعله يردد : ونحن " أصدق أنباء من الصحف "..
وكانت العصافير تعزف لحن الامل، بعيدا عن " توقيت الحكومة ".
تاملتُ ريش العصافير وقت بللها رذاذ المطر الغزير.
بدأ النهار شاعرياً.. أكثر مما ينبغي.
سرتُ في الشارع يغمرني المطر وانا أُسابق الزمن كي لا اتاخّر على صديقي المنتظِر تحت يافطة أحد المحال عند " منطقة الدوريات الخارجية ".
كانت العصافير مثل موكب جميل تزفّني إلى حيث موعدي.
لكنها ، سرعان ما ودّعتني .. وعادت تملأ الفضاء بهجة ونشاطاً.