التربية عملية تنموية، لها أساسها وطابعها الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، لذلك من حق كل شخص أن يكون تربويا: فالأم أول تربوية وكذلك الأب، والإعلامي ورجل الدين ورئيس الحزب...إلخ. إذن:
كل شخص هو تربوي وشرط ذلك أن يمتلك رؤية تربوية. فالمعلم هو تربوي إذا امتلك رؤية تربوية تحدد له أهدافه وخطواته، ولكنه لا تربويا إذا سار عشوائيا!! ولذلك لدينا: شخص تربوي، وشخص غير تربوي، وشخص لا تربوي.
* التربوي هو من امتلك رؤية تربوية إنسانية تنموية سواء أكان معلما أم تربويا أم طبيبا أم مهندسا أم قاضيا.
* وغير التربوي هو كل شخص يختص أو يهتم بغير التربية ، فقد يكون طبيبا أو قانونيا أو رجل دين أو اقتصاديا...إلخ يمارس اهتمامه وفق اختصاصه بما لا يناقض التربية، وقد يكون تربوي السلوك والرؤية، وبذلك نتحدث عن: طبيب (غير تربوي) لكنه مهتم بالتربية: مديرا أو وزيرا أو رئيس جامعة ...إلخ
* والشخص الذي وصفناه بأنه غير تربوي هو كل شخص مهما كان اختصاصه، ولكنه يمارس عمله بأساليب معادية لمبادىء التربية: الغش، الكذب ، العنف ، العدوان ، الإلغاء، وهذا قد يكون : أستاذ جامعة أو عميد كلية تربوية أو طبيبا أو مهندسا. إذن، لدينا تربويون وغير تربويين ، وتربويون لا تربويين، وتربويون تربويون!! ونظرة إلى ما حولنا : لدينا وزراء تربية، بعضهم لا تربويا (ضد التربية) وبعضهم غير تربوي (طبيب، مهندس) ..
ولدينا رؤساء جامعات كذلك !! تربويون وغير تربويين ولا تربويين وحكوماتنا مغرمة بغير التربويين : أطباء مهندسين علميين. وزارة التربية قادها أطباء.ومهندسون، وبيولوجيون.
وبرأيي، الأطباء يهتمون بمعالجة الأمراض، ولا يهتمون بالأعضاء السليمة، وبذلك لا يطورون شيئا! هذا إذا نجحوا في معالجة أي مرض.
والمهندسون يهتمون بإعادة البناء، ووضع المخططات إذا امتلكوا الوقت. والعلميون يهتمون بالتجريب، إذا تخلوا عن آرائهم الفردية!
أرجو أن لا أكون قد وضعت تعقيدات، لكن سأشرح ذلك في مقالة تفصيلية..