ليست المرة الأولى التي نقصف فيها. حدث هذا مرارا عبر تاريخنا، وفي كل مرحلة نخرج أقوى جراء استهدافنا. يأتينا القصف اليوم من تسريبات كريدت سويس المليئة بالمغالطات والتحريفات والفبركات.
يسلط الضوء على الأردن وتكتب عنه المقالات وتمول البوستات، ولا يكلف أصحاب التسريبات عناء فهم الأبعاد التاريخية التي تدلل بوضوح على ميراث الملك لأموال العائلة الهاشمية التي ورثها عن الراحل الحسين وأجداده من قبله.
لا تذكر هذه التسريبات أموال الملك المنقولة وغير المنقولة من الحجاز وإسطنبول ودول غربية. يحاولون العبث بصورة الدولة من خلال ربط الأموال الخاصة للعائلة الهاشمية بالمساعدات الخارجية في محاولة لئيمة لأذية البلد. أي مطلع يعلم ويدرك أن أموال المساعدات متابعة ومراقبة بأعلى درجات الحوكمة والشفافية من قبل السلطات الرقابية الأردنية والمانحين الدوليين أيضا. الربط لا أساس له من الصحة، ظالم جائر ساع للأذية وخلق الفتنة وشق الصف.
الأردنيون باتوا يدركون لؤم هذه المحاولات، يتساءلون عن أسباب الإمعان بتشويه سمعة الأردن، ويتعجبون لمن يقوم بذلك، يشككون في دوافعهم والجهات والدول التي تقف خلفهم. تلك الفئة تتجاهل حقائق التاريخ والمنطق، تستهدف الأردن وتتجاوز عن غيره. هذه المحاولات لا تزيد الأردنيين إلا إيمانا أن هناك من يستهدفهم، وهم يعلمون إرث العائلة الهاشمية وأملاكها التاريخية منذ تبرع الحسين بن علي أمير مكة عام 1924 بـ25 ألف جنيه ذهب لإعمار المسجد الأقصى وقد فعل ذلك من حر ماله، وتبعه بذلك الراحل الحسين والملك عبدالله الثاني عميد آل البيت.
حسنا فعل الديوان الملكي بإصدار بيان سريع بالحقائق والأرقام ليفند المزاعم ويوضح الصورة أمام الأردنيين والعالم. ليس هناك ما نخشاه أو نخفيه، فنحن دولة مؤسسات ترأسها مؤسسة العرش التي قادت البلد في أحلك الظروف واستمرت بالبناء تحت القصف عبر تاريخ الدولة. دروسنا كثيرة جراء ما يحدث، يعلوها أننا مستهدفون، ونعم مستهدفون بسبب مواقفنا التي يريد عديدون حرفنا عنها، ولا عجب أن تتكثف محاولات النيل من الأردن في ضوء عداء متنام من اليمين الإسرائيلي الذي بات يصنف الأردن أنه الشوكة والعقبة الأساس في طريق طموحاتهم.
لن تنال هذه التسريبات من استقرارنا، فذاك ثابت وطني راسخ مدماكه الأساس التمسك بالعرش عنوان الدولة ورمزها. طريقنا في مواجهة هذه المحاولات التي لن تنتهي الشفافية والإفصاح، ومأسسة العمل والقرار، حتى يحتار عدونا فينا.
والأهم، ألا تنال هذه التسريبات من عزيمتنا في المضي قدما في البناء والتقدم، وها نحن اليوم نمضي لتدشين ورشة العمل الاقتصادية التي تعقد عليها الآمال لكي تكون الأداة الوطنية في إحداث التنمية المنشودة، بخطط وسياسات عابرة للحكومات، حتى نصل للتراكمية في العمل والإنجاز، الذي غاب بسبب سعي الحكومات لنسف ما سبقها من عمل والبحث عن البصمات الشعبوية التي أربكت العمل وعبثت بالسياسات والخطط.
(الغد)