صديقتان منذ طفولتهما المبكرة.. قضتا معظم سنوات الدراسة سوياً، حتى أنهتا المرحلة الجامعية.. وشاءت الأقدار أن تعملان معاً في نفس الشركة.

فرحت الصديقتان كثيراً بلقائهما.. فقد كانتا تعتبر كل منهما الاخرى مكسبها الحقيقي من هذه الحياة، والنعمة التي ستحكي عنها مدى السنين، وسعادتها الأبدية.. كانتا أكثر من مجرد صديقتين.

بعد انقضاء يوم حافل من العمل في نهاية الأسبوع.. اجتمعت الصديقتان وقد تم الاتفاق بينهما على أن تخرجان لتناول الطعام سوياً.. وبالفعل بعد انتهاء الدوام ذهبن إلى أحد المطاعم.. وخلال حديثهما عن أوضاعهم في العمل والأجر الذي تتقاضاه منه.. طرأت ببال احداهما فكرة مشروع من شأنها أن تُحسّن من مستوى الدخل لهما، ولاقت الفكرة استحسان الاخرى.. وبالفعل بدأتا بدراسة الجدوى للمشروع.. إلى وضع نموذج عمل.. إلى تطبيقه على أرض الواقع.

حقق المشروع نجاحاً باهراً بعد مرور سنة على تنفيذه.. مما عاد على الصديقتين بأرباح طائلة.. بحيث أقدمتا على تقديم استقالتهما للتفرغ التام لإدارة المشروع.. وبعد مرور شهر.. بدأ الطمع وحب المال بالتسلل إلى قلب احداهما والتغلغل فيه.. وأصبحت تراودها الأفكار بالتخلص من صديقتها؛ للاستيلاء على الحساب المالي، والمشروع بأكمله، حتى تخلصت منها، وأنهت حياتها، ونالت مرادها.

ومن هنا أقول أن حب المال هو مصدر الشرور في الأرض.. بحيث أن أسمى العلاقات الإنسانية باتت تؤول إلى النهاية في حَضْرَة المصالح الشخصية والشهوات... فغيبت العقول، وماتت القلوب، وتبلد الإحساس.. حتى اندثرت المعاني السامية للعلاقات.

Shahed.Alqady@gmail.com