حملات لا تنقطع لاستهداف الأردن وعلى جميع الجبهات ودون كلل وملل، ويبقى السؤال وعلى الدوام: لماذا تلك الغاية وبأشكال وأساليب منوعة؟
غير مرة تعرض الأردن (وما يزال) بكل أركانه من القيادة والنظام والمؤسسات والأفراد إلى ما يشوه صورة الأردن داخلياً وخارجياً وما يتجاوز دور الأردن في المنطقة والعالم.
الصورة السلبية والنمط الاستهدافي يقع مباشرة على جلالة الملك وعلى الدولة الأردنية والإساءة لكل الإنجازات المتحققة، وتصوير الأردن بهيئة لا تسر أحداً، بل وترسم نهاية سريعة وحتمية.
ليست القضية في الدفاع عن الأردن تجاه جميع ما يبث من حملات شخصية داخلية منها وخارجية، تطالب وتطالب وترسم صورة قاتمة ومأساوية لكل ما يتعلق بالأردن وأركانه والرهان على مقوماته ووجوده.
منذ أن تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية عام 1999 لم تتوقف الحملات والرهانات على مستقبل الأردن ووجوده والتشكيك بدوره المحلي وارتباطه بالقضية الفلسطينية وعلاقاته العربية ومجالات التعاون المشتركة مع الدول العالمية والاتفاقيات والمعاهدات معها.
ذهبت صفقة القرن وانجلت الصورة وثبت الموقف الأردني، ولعل الدور الأردني المنشود على جميع المستويات وعلى الرغم من توضيحه، إلا أن سهام الاستهداف ما تزال تشكك في الكثير من مواقف ومصالح الأردن المعلنة وتلك التي تعتبر من الابعاد السيادية للدولة ويمكن اعتبارها مواقف تماثل آراء شخصية من الداخل والخارج حول النهج الأردني لإدارة الأمور الداخلية والخارجية.
موقع الأردن الاستراتيجي والسياسي يؤهله دوما للعب دور استراتيجي ومتوازن وإدارة الملفات الأمنية والسياسية مع دول الجوار ودول العالم بروية وهدوء واستقرار وبعد نظر؛ لم يتصرف الأردن في وقت من الأوقات ضد أي دولة في العالم وحافظ على حق الرد الدبلوماسي والسياسي بشكل شهد له القاصي والداني على مضمون ذلك دون تسرع واندفاع وتهور ولم يؤثر ذلك على استقراره وأمنه وثبات مواقفه وسياساته.
الدور الأردني وبوضوح وصراحة ومباشرة لا يقوم على رأي شخصي وينساق وراء عواطف وامنيات، هو دولة لها رؤيتها والتي قد لا تعجب جهات ومجموعات معينة، وهو نظام له ثوابت راسخة على مدى عمر الدولة والنظام والتي لم يكن يوما دمويا على الرغم من محاولات قلب النظام والتطاول على الدولة.
علاقات الأردن مع دول العالم تحكمها المصالح المشتركة وضمن مجالات استراتيجية لا يمكن تجاهلها والتلاعب في مضمونها مهما كانت محاولات الاستهداف موجهة لزعزعة الدور الأردني في مجالات التوازن الدولي والعربي على وجه الخصوص.
يتداول وينتشر دون هوادة الكثير من محاولات الاستهداف المعلنة الخارجية منها والداخلية وللأسف الشديد دون وجه حق ودون مبرر لصالح الناس ودون مخافة الله في مملكة لها شرعية.
لا يمكن تجاهل الآراء السياسية والتوجهات لمعارضة سياسة الدولة وليس النظام الأردني، ولا يمكن أيضاً وبكل حسم وحزم مواجهة حملات استهداف الأردن وإضعاف دوره والتشكيك في مواقفه، ولا يمكن تجاهل السؤال: لمصلحة من سوف تؤول اليه نتائج محاولات الاستهداف؟
ملفات المواجهة معروفة ومستمرة على الأردن: التطبيع، حل الدولتين، الفساد، العلاقات الدولية والمصالح المشتركة، السير قدما نحو التطوير والتقدم، الإدارة الأردنية الأمنية، ما يسمى المعارضة الأردنية، حكومات الظل والصالونات السياسية، نسخ التواصل الاجتماعي والفيديوهات، وملفات أخرى لها علاقة بما يمكن أن يقال ضد ومع الأردن.
لا بد من صورة واضحة لما نريد من الأردن وما يمكن أن نقدم له وما يمكن تداوله بخصوص تجربته ورموزه ومكوناته الاجتماعية والسياسية وتطلعاته المشروعة للمستقبل كشعب ودولة على حد سواء.
ليس المطلوب أبداً إخفاء وستر العيوب وجوانب الخلل والفساد والضرر، ولكن المطلوب بحق مخافة الله وإخلاص النية للوفاء للأردن ومواجهة محاولات الاستهداف كافة بوعي؛ ليس كل من يتغنى بالأردن عاشقا وليس كل من يهاجم الأردن واثقا، وليس بين ذاك وذاك سوى حاذق.
لنحب الأردن كما ينبغي، ولنقدم له ما يجب، ليس لنا سوى ذلك المستقبل لنشيد للأجيال القادمة دربها لتمد المسيرة بالعطاء والازدهار والمنعة، حمى الله الأردن ملكاً وشعباً ودولة من محاولات الاستهداف الغاشمة والشريرة.
(الرأي)