كثر البغاة في الأرض وطغوا بعد غياب الضمير الحي ومحاسبة الذات ومراجعتها وتمحيص أهداف البغي وغاياته ومقتضياته وما يحمل من سمات الجموح في حب الذات والتنكر للناس وعدم الشعور مع الفقراء والجوعى والمشردين.
يتميز الطغاة بالأثرة والنزعة الفردية وازدراء الآخرين واحتكار المال والمنافع ورفعة الذات بأساليب غير مشروعة واعتداء سافر على حقوق الأخرين وطمس كل حر وكل صرخة امل.
يسعى البغاة دوما لجمع الثروة بطرق غير مشروعة وتكديس الأموال لتكون قوة لهم وحماية لمستقبلهم ويبالغون في ذلك إلى درجة يصعب معها فهم ماهية الثروة وطرق تصريفها ومدى حاجتهم اليها.
البغاة يتمادون في الاعتداء على حقوق الناس ويسلبون أموالهم ويعتدون على كرامتهم ويمعنون في الفساد والافساد والالتفاف حول اقرانهم من الفاسدين والمارقين ليكونوا بؤرة للمعانقة والشراكة والاقتسام.
ينامون قريري العيون ويخلدون إلى الراحة الجسمية والنفسية ويتغذون بالحرام ولا يرف لهم جفن ولا ترقى قلوبهم للشعور مع الظمآنين والعطشى والملهوفين والمعوزين وتراهم يرتدون ثياب الكذب المبطن ويتظاهرون بالحرص على مصلحة الوطن والوطن منهم براء.
هؤلاء هم البلوى والبلية والهم والغم والعقبة الكؤود أمام نمو المجتمع ورفاهيته وعيشه الكريم وينبغي لفظهم ودحرهم وعدهم من حثالة المجتمع.