اذا جاز لي أن ألخّص انطباعاتي الشخصية حول لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني يوم أمس في قصر الحسينية، والذي تشرفت بحضوره بمعيّة كوكبة من الكتاب والصحفيين، فانني أقول بأن جلالة الملك كان (متفائلا - واثقا - وحازما).

*متفائل:
-..بمستقبل الاردن وما يجب أن يكون عليه الاردن خصوصا وأن أمامنا العديد من قصص وفرص النجاح المحلية والاقليمية، فعلاقاتنا مع دول الاقليم وخصوصا مع العراق ومصر، ومع دول الخليج تفتح الآفاق أمام مشاريع اقتصادية كبرى محلية واقليمية..من سكك الحديد ومشاريع الطاقة والطاقة المتجددة والناقل الوطني، وجميعها مشاريع من شأنها المساهمة في رفع معدلات النمو وجذب مزيد من الاستثمارات القادرة على تشغيل الشباب.

- متفائل ومؤمن بدور الشباب في صناعة مستقبل الاردن ولذلك فان التحديث السياسي يستهدفهم، ومعظم - ان لم يكن جميع قطاعات ورشة العمل الاقتصادية الوطنية السبت المقبل - تستهدفهم بصورة أو بأخرى خصوصا وأن من أهم أهداف « الورشة « خلق فرص العمل.
- متفائل بأن عام 2022 سيكون أفضل، خصوصا متى تجاوزنا جائحة كورونا، وفتحنا أبواب النهوض بالقطاع السياحي.

*واثق :
- من أن جميع محاولات خلق «البلبلة» و»التضليل» و»التشهير» و»الافتراء»، لن تفتّ في عضد الاردن قائدا،وجيشا، وشعبا الملتف حول قيادته.

- واثق من ايمان العالم بالاردن ودوره الاقليمي والدولي في حفظ السلام والسلم ومكافحة الارهاب، ولذلك فالمساعدات الدولية للاردن لم تتوقف في ظل «جائحة كورونا «، بل زادت.. والمساعدات الاخرى وفي مقدمتها «الامريكية» من المتوقع مصادقة الكونغرس الامريكي خلال الاسبوعين القادمين على تجديد مذكرة المساعدات، والأمل معقود بزيادتها أيضا.

- واثق بأن الأردن قادر على أن يكون مركزا اقليميا للأمن الغذائي.

*حازم:
- تجاه كل محاولات العودة للخلف، فلا تراجع عن مسيرة منظومة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية، وهي وان كانت - خصوصا الاصلاحات الادارية - تحتاج الى وقت -وكذلك السياسية ربما -.. الا أن عامل الوقت واستغلال الفرص مهم جدا بالنسبة للاصلاحات الاقتصادية خصوصا وأن الورشة الوطنية الاقتصادية ستبدأ أعمالها في الديوان الملكي العامر «بيت الاردنيين « بعد غد السبت.. مهمتها وضع خارطة طريق للاقتصاد الوطني للسنوات المقبلة وهدفها : رفع معدلات النمو وخلق فرص عمل وتحسين الخدمات وتمكين القطاعات.. وستناقش ملفات كبيرة في مقدمتها « الفقر والبطالة، والاستثمار، والطبقة الوسطى،..الخ.

- حازم بأننا «لن نقف مكتوفي الايدي أمام أي تنظيم او جهة تهدد أمننا وحدودنا « لاننا « كلنا رجال في مصنع الحسين «.

- حازم بأن الاردن «ماضٍ في التنمية الاقتصادية والاصلاح الاداري بقوة وجدية، ولن تثنيه أصوات المشككين اوالتحديات في المنطقة عن الوصول للاهداف المرجوة.»

- حازم تجاه الثوابت الوطنية والعربية، وتحديدا القضية الفلسطينية، ودور الاردن في حماية المقدسات « ولولا الاردن لكان الوضع مختلفا تماما «.

أمّا نحن كـ» كتاّب صحفيين « : فان جلوسنا في حضرة جلالة الملك يشرفّنا ويشعرنا بالفخر، ويلقي علينا مسؤوليات نتطلع من خلالها لأن نكون دوما عند حسن ظن جلالته بنا بالاضطلاع بدورنا المسؤول، خصوصا فيما يتعلق بتوعية وتثقيف الشباب للانخراط في العمل السياسي والحزبي للمساهمة في بناء المستقبل، اضافة الى الدور المنوط بالاعلام في حمل مخرجات ورشة العمل الاقتصادية الوطنية ومتابعة تنفيذها والضغط الايجابي على الحكومات المتعاقبة والمساءلة في حال وقوع تأخير أو تقصيرأو تباطؤ في الانجاز، انطلاقا من دور الاعلام بكافة وسائله المتعددة، اضافة للدور المتواصل في الدفاع عن قضايا الوطن والوقوف بوجه كل من يحاول النيل من انجازاته وقيادته وشعبه فنحن أيضا « كلنا رجال في مصنع الحسين «.

أمّا نحن كـ «مواطنين» فاننا - كما كلّ أردني - جبال راسخة شامخة مرفوعو الرأس بقيادتنا الحكيمة وجيشنا المصطفوي وأجهزتنا الامنية، ونشعر بالراحة والطمأنينة لأن من يقود مسيرة الاصلاح بكافة صوره هو جلالة الملك شخصيا فهو «يوجه المؤسسات ويراقب تنفيذها للاصلاحات المنشودة دون تراجع»، وما يرفع ثقتنا - كمواطنين - بأن ورش الاصلاح تتم في «بيت الاردنيين « جميعا الديوان الملكي الهاشمي العامر.

(الدستور)