كونوا رحماء مع أبنائكم مهما كانت نتائجهم في التوجيهي
د.حسين الخزاعي
07-08-2010 05:53 AM
اليوم يسدل الستار ، ويعلن الدكتور خالد الكركي نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم نتائج امتحان الدراسة الثانوية العامة بمختلف فروعه ، وحسب الموعد الذي صرحت به الوزارة مسبقا . اليوم تعلن النتائج والطلبة الذين تقدموا لهذا الامتحان سوف يحصلوا على نتائجهم وتبدأ مرحلة جديده في حياة الطلبة مرحلة الانطلاق نحو المستقبل والبدء بتقديم الطلبات للجامعات والمعاهد والانشغال بقضايا مواصلة التعليم ،ومحاولة كل طالب تحقيق الأمنيات والرغبات التي كان يخطط لها،وما اجمل واروع من تحقيق الطموحات والرغبات بجد ونشاط وسهر ليالي.
أليوم تعلن النتائج وأدعو الأسر الأردنية ان تتعامل مع النتائج بجد واتزان وواقعية ، وعدم التركيز على معدل الأبناء وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم الذي بذلوه او لم يبذلوه للتحضير للامتحان ، فالدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة في امتحان التوجيهي تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين والسبب الرئيس في هذا التوتر هو الخوف من الامتحان وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل لأن الامتحان أصبح للأسف الشديد تنافس اسري بين الأهل والأقارب دون مراعاة الفروق الفردية للطلاب ، وأصبح معدل الأبناء في الثانوية هو المهم دون الالتفات إلى قدرات الطلاب العلمية، والمقلق هو فترة الانتظار لإعلان النتائج وهي فترة مقلقة وصعبة عليهم لان الأجواء الأسرية تكون في حال ترقب ومتابعة لمعرفة نتائج الأبناء وان هذا القلق والتوتر يشعر ويتأثر به الأبناء لهذا ندعو الأهل أن لا يظهروا علامات التوتر عليهم، واليوم بعد إعلان النتائج على الأهل أن يشجعوا الأبناء على تقبل النتائج وإشعارهم بان نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه وعليهم ان تكونوا واقعيين في تقبل النتائج والبعد عن مظاهر الغضب والنرفزة والتوتر واللوم على النتائج وإحباط الأبناء ودفعهم للتوتر والغضب بسبب غضب الأهل عليهم والانتباه لعدم إجراء أي مقارنات مع طلبة آخرين حصلوا على نتائج أعلى من نتائج أبنائهم كون قدرات الأبناء مهمة في عملية التحصيل وعلى الأهل مراعاتها .
اما فيما يتعلق في الطلبة وهم محور الاهتمام والاعتناء فاني ادعوا كل طالب وطالبة ان يتعامل مع النتيجة بواقعية والبعد عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح وإطلاق الأعيرة النارية والألعاب النارية او الجلوس على شبابيك السيارات والخروج في مواكب جماعية والسوق بسرعة جنونية والتجاوزات الخاطئة وإطلاق العنان للزوامير والمسجلات والأغاني الراقصة باللغات الأجنبية والعربية والضحكات الصارخة وتجاوز الإشارات الحمراء وارتكاب الفوضى تحت مظلة الفرح والنجاح ففي السنوات السابقة فقدنا أبناء عزيزين علينا بسبب الفوضى والحرية غير المسئولة من الأهل للأبناء ، وتعرض بعض الطلاب إلى حوادث سير مختلفة أو إصابة بأعيرة نارية طائشة او العاب نارية حولت الأفراح إلى دموع وحسرة وألم ، كما يجب على الطلبة الناجحين مراعاة شعور زملائهم الطلبة أو ابناء جيرانهم أو أقاربهم الذين لم يحالف أبنائهم النجاح ، ومراعاة شعور الآباء غير المقتدرين على تعليم أبنائهم في الجامعات أو المعاهد وعدم الطلب من الآباء أن يحققوا لهم المعجزات على حساب باقي أفراد الأسرة، يجب عليهم الوقوف إلى جانب إبائهم وعدم إشعارهم بالتقصير معهم ولنتذكر بان طلب العلم من المهد إلى اللحد ، أما الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح فانصحهم بعدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان ولنجعل منها عبرة للسنوات القادمة لمزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة
وبعد ....نتمنى على الوزير الأديب الدكتور خالد الكركي وهو يعلن نتائج الثانوية هذا اليوم أن يوجه كلمة إلى كافة الأسر الأردنية للتعامل مع النتائج بواقعية وعقلانية ومنطقية حفاظا على مشاعر أبنائهم وصحتهم ومستقبلهم .
أحلى الكلام ،،، مبروك لمن نجح وهاردلك لمن لم يحقق النجاح.
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية