لماذا استهدفت «إيلة» الأردنية .. ولمصلحة مَنْ؟
د. سحر المجالي
07-08-2010 05:12 AM
لم يكن الأردن في يوم من الأيام إلا في خندق أمته العربية الماجدة، سواء على مستوى قيادته الهاشمية أو على مستوى شعبه العربي الأردني الأصيل . وكان دائماً وأبدا مع الأمة والى جانب مصالحها الحيوية. وغالبا ما يقف وحيدا، يدافع عن شرفها وكرامتها وفي سبيل عزها وسؤددها. والشواهد كثيرة، فمن كان بمستوى المسؤولية من الأمة، ليقف على المنابر الدولية ويدافع عن «لا شرعية» الاحتلال والعدوان الصهيوني، ومن دفعته جراءته ليقف مع صف الأمة ضد تدمير واستباحة مقدراتها، ومن ضرب بعرض الحائط بمصالحه القطرية الضيقة في سبيل مصلحة الأمة، وقال لا للقطب الأوحد - الناهي – الآمر في هذه المعمورة غير الأردن. ومن فتح ذراعية واحتضن إخوة العقيدة والدين والدم من فلسطينيين وعراقيين وغيرهم، معززين – مكرمين إلا الأردن.
ومن يجوب أصقاع المعمورة، محاورا ومجادلا وناهيا وناقلا أمينا لكلمة الأمة والإسلام إلا مليك الأردن عبدالله الثاني، وأي ارض عربية يجد العربي فيها كل معاني الأخوة والمصير المشترك، ويشاركه شعبها كل أناته وآهاته أكثر من الأردن...! وأي أرض عربية يطلب فيها مواطنها مساواته مع ضيوفها العرب غير الشعب الأردني....! ويأتي جزاء كل ذلك، هدايا على هيئة صواريخ حاقدة من خارج الحدود ومن أرض عربية، لتضرب مدينة « إيلة»- العقبة التي كان لحاكمها ذات يوم موقف مشرف مع سيد الخلق ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد وضع هذا الصاروخ التائه-الحاقد حداً لحياة نشمي أردني هو الشهيد صبحي العلاونه الذي يسعى على قوت عياله، وأصاب آخرين بجروح لن يمحوها الدهر حتى لو تلاشت آثارها الجسدية.
لقد كان هدف هذا العمل الإرهابي تدمير مقدرات هذا الوطن الجميل الذي حرمه قدره، الكثير من معاني القوة والمنعة، إلا قوة إرادة شعبه وقيادته وحكمتها. والسؤال الذي نريد إجابة له من اليد الموتورة التي أطلقت هذا الصاروخ، و من وراء هذا العدوان الذي يهدف لاستباحة دماء المسلمين والعرب؟ ولمصلحة من ترويع الأردنيين الآمنين؟ وما الهدف؟.
فإذا كان الهدف النيل ممن اغتصب فلسطين، فانه هناك يمارس في كل يوم عدوانيته وساديته على الشعب الفلسطيني، ناكرا حقه في الوجود والسيادة. وإذا كان المقصود الاحتلال الأجنبي للعراق، فها هو بجيشه الجرار على طول العراق وعرضه، أما إذا كان المطلوب أهداف ومصالح من يسرق خيرات الأمة ويسلب معنى كرامتها وسيادتها، فالأردن آخر قطر عربي يمكن أن يمسه هذا الهدف، لأنه اختار الأمة وقدرها، والأردن وقيادته وشعبه من أكثر الشعوب العربية والإسلامية الملتصقة بعروبتها وعقيدتها. وهل المقصود هو أمن واستقرار الأردن؟ ، هذا الأمن والاستقرار الذي تفتقده العديد من الدول والشعوب .
وإذا كان المطلوب إضعاف الأردن الذي أصبح بقيادته الشابة محط تقدير واحترام العالم، شعوبا وقيادات، فإن هذه الممارسة العدوانية قد جربت كثيراً عبر التاريخ الأردني الحديث ولم تفلح . فالأردن يتمتع بتلاحم مصيري بين شعبه و قيادته وجيشه العربي وأجهزته الأمنية وفرسان حقه ، وبالتالي فإن هذا العمل الإرهابي لن يزيد الأردنيين الا تلاحما وثقة بالنفس.
Almajali74@yahoo.com
الراي.