تقرير الخارجية الاميركية عن الارهاب, والدول المساندة للارهاب, وتحديد اعداء الولايات المتحدة عبر تحديد مهمات «قواتها» في الحرب على القاعدة.. كله اختصار متخلف لمشكلات السياسة الاميركية الخارجية, وتغطية على اخطائها وخطاياها..

نحن في الاردن نحارب ارهاب القاعدة.. وقد بلونا من نشاطاتها الاجرامية.. ولكننا لا نجد انفسنا في سياسات الولايات المتحدة, والتي نعاني منها في الجانب الفلسطيني والجانب العراقي.. اكثر مما نعاني من ارهاب القاعدة!!

وكما في الاردن, كذلك في مصر وسوريا وكل بلد عربي. فالاحتلال الاميركي للعراق هو الذي فتح ابواب هذا البلد العربي للارهاب, مثلما كان الاحتلال الصهيوني السبب المباشر لحالة العنف في مواجهته.. هذا العنف الذي تسميه تل ابيب وواشنطن بالارهاب, في حين أن الاحتلال العسكري هو الارهاب ذاته!!

واشنطن حرة في اختيار عدوها, وفي الطريقة التي تقاتله فيها.. ولكن ما يجري في افغانستان وباكستان لا يدل على أن اميركا قادرة على هذا العدو, وقادرة على هزيمته. ومع ان القاعدة اعلنت مسؤوليتها عن جرائم 11/9 الا أن الرأي العام الاميركي لا يساند الادارات المتعاقبة الجمهورية والديمقراطية في حرب افغانستان, مثلما لم يؤيد حرب العراق بعد ان ثبت حجم الكذب الهائل في تبريرها. وها هي واشنطن تعلن انسحاب قواتها من العراق, وتحديد زمن لانسحابها من افغانستان. دون أن تكمل مهمتها.. تاركة للعراقيين والافغان والباكستانيين الوقوع في الفراغ.. أو في التطرف والحروب الاهلية. فنتيجة الاحتلال هي الانسحاب. ونتيجة الانسحاب هي الفوضى وسيطرة التطرف على البلد, فالاحتلال قادر على هدم الكيان السياسي للدولة المحتلة.. وبعد ذلك تسود الفوضى والحروب الاهلية..