يستمر الإنسان في بحثه وسيره في هذه الدنيا التي تغر به وتلهيه عن جوانب عميقة في حياته, هدفه أن يستحوذ على كثير من الاشياء الأساسية وغير الأساسية، ليله كنهاره في التفكير والتخطيط للقادم, لم نفهم هذا السير ومدى قدرتنا على مواكبة متطلباته، والتي تزيدنا يوماً بعد يوم بُعداً عن الصواب والحقيقة والراحة لأرواحنا وعلاقتنا في إيجابية الحضور ومرامي البهاء لهذا الوجود.
نسينا ما يلهمنا ويقربنا للعيش ببساطة وتبادل لكل ما من شأنه أن يزيد تعمقنا بهذه الحياة، وأن نعمل ما استطعنا لتأمين رضا الله والناس, تختلف نظرتنا لمحيطنا عندما نمر بشيء جسيم يهزنا ويجبرنا أن نقف عند هذا الجـسيم, عندها نقر بأننا في حراك وعراك ضار بنا مع هذه الحياة وقد كنا في سير معاكس للطمانينة والرضا وحب الغير وتقديم كل ما نستطيع لندخل بعض السعادة للآخرين, لن نصل إلى مستوى يعيدنا إلى ثوابتنا، وسبب وجودنا وغايتنا على هذه الأرض, كيف نوازن بين الهدوء والتلهف بين متطلبات هذا الوجود؟
اغمضنا أعيننا عن حاجة الجار والأخ والأخت, وأبعدتنا تعقيدات هذه الحياة عن أبسط ما يميزنا عن الآخرين بهذا الدين القيم, وحضارة الوجود الإسلامي الذي يتفوق بهذا الوقت في أماكن بعيدة عنا نتيجة رجوع ابناء تلك الأماكن وخاصـة في الغرب البعيد للبحث عن هدوء العيش, نعم هؤلاء بحثهم وسعيهم أن يمتلكوا مقومات سعادة الحياة وبـساطتها والبعد عن توحش هذا الزمن الذي يسرق منا دون وعي حلاوة إنسانية الإنسان المحب للحياة وللآخرين..
بحثت خلال الفترة الماضية عن ضوء يعيدني لما مررت به من أحداث أصابتني خلال زمن قصير وكان أعظمها وأصعبها.. «وفاة والدتي", وجدت بأن هذه الحياة مهما وصلت لمراتبها المتقدمة فقط تحتاج ما يدخل لك السكينة والطمأنينة للعودة إلى حب الله وحب الناس, وجدت أنقياء وأحبة قد أغنوني عن كل ما بحثت عنه فيما مضى, لهذا ما تود بلوغه من وجودك في هذه الحياة أن تمر بخير مما تمر به, عندها لن يفيدك ما تمتلك من أموال او مواقع وظيفية ليعيد لك التوازن النفسي والجسدي, نحن في صراعنا مع هذا الوجود نزيد تعبنا ودخولنا في أنفاق تزيد ظلمة أيامنا والسبب أننا ابتعدنا عن الخير والشعور مع الناس وتقديم ما يمكن تقديمه للتخفيف عنهم واستغلال هذا الوجود لفك كرب أصحاب الكرب, يأتي هذا العطاء بعدما نعود بكل قوة لديننا وتعاليم محاسن وجودنا، لننتبه لأمر بأنه لن يفيدنا كل ما نملك أمام جبر خاطر من يحتاج لنا لجبر خاطره.
(الرأي)