من بين عشرات الأخبار التي تستأهل التعليق ، نتوقّف أمام خبر إنتقال المذيعة الأردنية عبير الزبن إلى "الجزيرة" ، بعد إستقالتها من التلفزيون الأردني التي قُبلت بسرعة ، وهكذا فمسلسل تفريغ المؤسسة من المبدعين القلائل المتبقين فيها ما زال مستمراً ، أمّا سياسة رفدها بقليلي المواهب فما زال مستمراً أيضاً.
وليس غريباً على "الجزيرة" أن تقنص الموهوبين من هنا وهناك ، فهي قناة تريد الحفاظ على ريادتها ، ويتابع جهازها جميع التلفزيونات ويعمل ما أمكنه على إغراء المبدعين ، وهذا من حقّه بالضرورة ، وفي حقيقة الأمر فإنّ تكرّر ظهور أيّ مذيع أو مقدّم برامج على "الجزيرة" فهو أمر مغرْ بحد ذاته.
على أنّ الغريب أن تلفزيوننا الوطني لا يحاول ، مجرّد شرف المحاولة ، أن يحتفظ بمن تبقى من مهنيين قادرين على جذب المشاهدين ، وليس سراً أنّ عبير الزبن خضعت لتمرينات وتدريبات عديدة قبل تسلّمها برنامج "ستون دقيقة" ، وأثبتت في وقت قصير قدرتها على حمل البرنامج بعد أن كاد يُصبح نسياً منسياً ، وخلال سنة ونصف السنة عاد البرنامج ليحتلّ رأس القائمة ، وللزبن فضل كبير في الأمر ، باعتبارها أثبتت حضوراً معتبراً ، وبدا للناس أنّها لا ترتجل وتدخل إلى الاستوديو بعد أن جهّزت نفسها بصرف النظر إن كان الموضوع الرئيسي محلياً أو عربياً أو دولياً.
ومنذ الآن نستطيع أن نقرأ المستقبل ، فيسعد صباحك برنامج يتابعه الناس ، ومقدمته ناجحة ، ولهذا فالعروض ستنهال عليها قريباً لتترك التلفزيون إلى فضائية أخرى ، وكذلك بالنسبة للقليلين من الموجودين ، أمّا الآخرون الذي يظهرون علينا بملابس الشتاء في الصيف ، وتكسير اللغة الدائم ، والنكات السمجة ، فعلينا أن نظلّ نتابعهم عشرات السنوات.