بيان الديوان الملكي بين "سي ان ان" وأموال الملك
باسم سكجها
21-02-2022 06:59 PM
بين فترة وأخرى، أخرج عن كتابتي اليومية في “عمون”، فانشر في “سي ان ان” لسبب إنتشار الوسيلة خارج المنطقة، وإسمها الذي يعني الكثير، وأيضاً لترجمة المقالة إلى لغات أخرى، وكان آخر ما كتبته هناك، قبل خمسة أشهر حمل عنوان:” الأردن والعرب وصندوق باندورا”!
تمنيت، لو أن بيان الديوان الملكي، الذي صدر اليوم حول أموال الملك، نُشر حينها، فالأمر لا يحتاج إلى أكثر ممّا قلته في مقالتي في “سي ان ان”، وهذا ما نشرته بالنصّ:
“من المعروف أنّ الهاشميين حكموا الأرض الحجازية قروناً، وكانت لهم ممتلكات كثيرة هناك، وتمّ تسييل الكثير منها مالياً بعد إخراجهم القسري من هناك بسنوات، بقرارات من الحكم الجديد، ولنا أن نتوقع أنّها بمبالغ كبيرة جداً، وهكذا فنحن نتحدث عن ثروة، والمعروف أيضاً أنّه تمّ صرف الغالبية الغالبة منها في الأردن.
في تقديرنا أنّ "صندوق باندورا" ليس بريئاً في تركيزه على الأردن، وقطر ودبي والكويت ولبنان والمغرب، وفي توقيت نشره، وقد تمّ تسييسه للأسف من وسائل إعلامية عالمية كنّا نحتفظ لها بسمعة المصداقية التي ضاعت بالتسرّع، واللا مهنية، وربّما أنّ ما خفي كان أعظم، وللحديث بقية!”
إنتهى الاقتباس، هنا، وما زال مفعول القول قائماً حتى اللحظة، وسيظلّ بعد الآن بكثير، فبيان الديوان الملكي تحدّث عن طائرتين كبيرتين ورثهما عبد الله الثاني من الحسين، وصارت ستّ طائرات صغيرة، وعن صرف الملك من ريع الاموال على العائلة…
ما تخصّصها الموازنة العامة للديوان الملكي نحو خمسة وخمسين مليون دينار، وهذا مبلغ ضئيل إذا ما قورن بوزارات، وفي يقيني أنّ مصروفات الملك الشخصية وعلى عائلته تأتي من جيبه الخاص، وحتى سفراته فهي كذلك، ولا علاقة لها بالخزينة العامة…
من الطبيعي أن تنشر وسائل إعلام غربية، شبه محترمة، ما يشبه التشهير، ودون أدنى بحث في مصدر الأموال، لسبب الإثارة، ومن الطبيعي أكثر أن يتمّ التداول من الذين لا يعرفون، ولا يبحثون، ولكنّ من غير الطبيعي أن يصبح هذا مصدراً لإشاعات جديدة، متجدّدة…
أعود إلى ما قلته في “سي ان ان”، حول التسييس، والتسرّع، واللا مهنية، وأنّ ما خفي أعظم من وضع الأردن في موقف حرج، وجعله دوماً موضع تساؤل وشكّ، وتشكيك، ويبدو أنّ المؤامرة أكبر ممّا كنّا نتوقّع، وللحديث بقية!