التحدي العالمي الاكبر هو التلوث البيئي وارتفاع درجة حرارة الارض والمحيطات ، الامر الذي ادى الى تغييرات في المناخ في معظم دول العالم والى حدوث كوارث طبيعية لم يشهد بمثلها الانسان خاصة في الدول الصناعية، الولايات المتحدة الامريكية ، المانيا وفرنسا والصين والمملكة المتحدة واخيرا البرازيل التي عملت على احراق مساحات شاسعة من الغابات والتي تشكل دورا كبيرا في التوازن البيئي في الكرة الارضية.
تعتبر هذه الدول المسؤولة عن انبعاث الغازات الى الفضاء الخارجي بسبب التغييرات في نمط الطاقة والصناعة ومستويات الاشعاع .
امام هذه التأثيرات المناخية والكوارث الطبيعية دفع الدول المتقدمة من خلال الامم المتحدة لمواجهة ازمة المناخ من خلال اعمال طموحة للتقليل من انبعاث الغازات الى الفضاء الخارجي وعقد المؤتمرات وكان اولهاKyoto Protocole ثم اتفاق باريس للتغير المناخي عام 2015 واخيرا Glasgow للتغير المناخي عام 2021 او ما يسمى Cop 26 وأعتقد بأنه لن يكون الاخير .
وكان الهدف من هذه المؤتمرات هو الحد من الاحتباس الحراري الى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة حتى عام 2030 .ولا اعتقد بأن هذا الهدف سوف يتحقق لتضارب مصالح الدول الصناعية خاصة الصين والولايات المتحدة الامريكية والهند وغيرها من الدول . ومع ذلك عمدت العديد من شركات السيارات الى التوجه نحو صناعة السيارات الكهربائية للحد من انبعاث الغازات وبالتالي تلوث الهواء.
ولكن ما هو دور الاردن في المحافظة على البيئة ؟
الواقع قبل انشاء وزارة البيئة ، كانت وزارة الشؤون البلدية والبيئة قبل ان تصبح وزارة الادارة المحلية هي المسؤولة عن المحافظة على البيئة على اعتبار ان الدور الاكبر في المحافظة على البيئة تقع ضمن مسؤوليات البلديات.
المحافظة على البيئة في الاردن هي مسؤولية جماعية لمختلف الاجهزة الحكومية من وزارة البيئة والزراعة وأمانة عمان الكبرى ووزارة الادارة المحلية ووزارة التربية والتعليم ومديرية الامن العام والمواطن اولا واخيرا.
وباعتقادي ان الخطوة الاولى تبدأ من وزارة البيئة في المحافظة على صحة الانسان الاردني وذلك بالغاء استخدام المواد البلاستيكية التي احدثت خطرا على الانسان والحيوان وهذا ما دفع الدول المتقدمة على اجبار المراكز التجارية على الغاء العبوات البلاستيكية واستخدام بدلا منها اكياسا بيئية.
والامر كذلك بالنسبة لوزارة الزراعة فلا يكفي القيام بتشجير الطرق الخارجية وانما انشاء الغابات والحد من التصحر وتعدي الصحراء على المناطق الخضراء.
من منا لا يذكر معسكرات الحسين وغابات الشهيد وصفي التل التي تمت بسواعد الطلبة في ذلك الوقت ، لماذا لا نعيد هذه التجربة الرائدة ؟
واتساءل هنا كذلك كيف انتقلت ملكية حديقة الدوار السادس الى اصحاب البرجين المتوقفين منذ سنوات وبقدرة قادر .. من منا لم يصطحب ابناءه الى هذه الحديقة وركوب الدراجات الهوائية فيها امانة عمان الكبرى عليها مسؤوليات كبيرة في عملية التنظيم وتحديد اماكن للحدائق . وأتساءل كذلك كيف تحول حي السهل القريب من حماية الاسرة الى مباني بعد سيطرة تجار الاراضي عليها والغاء الحدائق والمدارس في هذه المنطقة ؟ واخيرا وليس اخرا من منا لا يتذكر النهر الصغير في الرصيفة والذي اصبح الان مكرهة صحية لانتشار المصانع حوله ، وهناك العديد من الامثلة التي لا مجال لذكرها هنا.
المسؤوليات ضخمة ويجب تحملها بكل امانة وانتماء لهذا الوطن العزيز والغالي علينا جميعا.