يترقب العالم في هذه الفترة اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ففي كل يوم نصحو وننام على ذات الاخبار بتهويل متزايد من وسائل الاعلام على اختلافها ، لكن ما سر تأخر هذه الحرب ما دام النزاع موجودا و قائماً؟.
في عالم السياسة يوجد مقولة شهيرة " من يبدأ الحرب ، لا يعلن التوقيت " و إذا ما إعتمدنا على هذه المقولة سنلغي فرضية وقوع الحرب منذ الأساس هذا إن صحّت تسميتها بالحرب ، فهذه حرب باردة على أبعد تقدير تهدف كل دولة الوصول إلى مُرادها من خلال إمّا عرض قدراتها أو حتى إعلان تحالفاتها ، في الماضي عندما أخطأ صدام حسين و احتل الكويت لم يعطي مسبقاً أي إشارات مباشرة للاحتلال فبين ليلة و ضحاها دخل الكويت ، هذا ما لم نره في الأزمة الروسية الاوكرانية ، فأية حرب تلك التي تحدث بالتحشيد عند الحدود و كأنما سباق خيول ينتظر سماع الصفارات للبدء..
على ما يبدو وضعت روسيا سيناريوهن إثنين لهذه الأزمة الأول ورقة ضغط و ترهيب تصل من خلالها لمبتغاها دون إراقة قطرة دم ، و إن لم تفلح هذه الخطة تختلق أو تتسمك بأي ذريعة لتنفّذ الثاني الذي أستبعده شخصيا و هو حرب مفتوحة مع أوكرانيا و محور الغرب الذي يدعمها ، هذا السيناريو إن وقع و توسّعت حلبة هذه الحرب ، لن يستفيد منها سوى التنين الصينيّ الذي سيسمو بعد حرب مدمّرة " إمكانية حدوثها ضعيفة " على قطبين أكلتهم نار هذه الحرب ،
و هذا كما قلت ما أستبعده كليّا ، فالحروب في قرننا هذا هي حروب بسيطة غالباً في دول ناميّة تحرّكها الدول الكبرى " حروب بالوكالة " اما الحروب المفتوحة الشاملة قد أصبحت من وجهة نظري رمياً من الماضي ، فأي دولة اليوم قادرة على البدء من الصفر كما فعلت اليابان أبان الحرب العالمية ، أو كما فعلت المانيا أيضا ؟
النزاعات في وقتنا الحالي بين الدول العظمى عناصرها الطاولات الكبيرة و الياقات المُنمّقة و الوفود الرسمية ، أما الحروب فما عادت إلّا للبسطاء ، و لكن لأن السياسة لا ضمانات فيها تبقى المفاجأة هي العنصر الذي يقلب الطاولات بما عليها...