ينبغي أن يفهم الموظف العام ان الوظيفة ليست سلطة جامحة وان صاحبها متحلل من المسؤولية الأدبية وان مجال الوظيفة العامة ليس مزرعة خاصة يستثمرها صاحبها بفهمه وغطرسته وانحرافه كيفما يشاء ومتى ما يشاء دون حياء او وجل او خجل وليست للحصول على المنافع الذاتية بعيدا عن تأدية الواجب بحس وأمانة ونزاهة وصدق وضمير حي يراقب ويحاسب ويعاقب.
ما زال الموظف العام في كثير من الأحيان بعيدا عن فهم مصطلح الوظيفة العامة وواجباتها ومسؤولياتها وابعادها المهنية وغياب مفهوم الخدمة العامة وأداء الواجب دون منية ومجاملة وابتداع معتقدا انه حر ومتقلب في مواقفه وتعامله مع المراجعين ومستهتر بأبسط قواعد الأخلاق وأصول ممارسة الوظيفة والجهل باجراءات وخطوات العمل وتأجيل النظر في البت في القضايا المعروضة عليه وتحكم المزاجية في التعامل وامتداد ذلك إلى طلب الهدايا والرشاوى.
الموظف العام ينبغي أن تسلط على عمله الأضواء وان يكون هناك آلية لمراقبة أدائه وسرعة إنجازه وان يكون مكشوفا للرأي العام وللمسؤولين عنه ومتابعته ومراقبته لضمان جودة أدائه وان لا يترك وحده في الساحة يصول ويجود دون حسيب او رقيب يردعه عن سوء تصرفاته وضعف إنجازاته.
هزلية الموظف العام وعدم اكتراثه بمصالح الناس يجب أن تتوقف وان يوضع حد لها عاجلا وليس آجلا".