بما أن هذا الزمن أصبح يعتمد الوقت في كل شي، بحيث بات إختصار الزمن هو جزء رئيسي من مقومات النجاح التي تسعى لها الأمم والحضارات... لذا فقد حان الوقت أن نستدرك نحن أيضاً أهمية الوقت وقيمته في معالجة المشاكل التي تؤثر على مجتمعنا ومن أبرزها مشكلة البطالة التي تؤكد التقارير أنها في حالة تزايد.
المقصود بالبطالة.. هو عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت لديه القدرة على العمل والرغبة فيه، ويمكن أن تكون البطالة كاملة أو جزئية... ففي السنوات الأخيرة تفاقمت مشكلة البطالة لدينا جراء قصور جانب الطلب عن إستيعاب الأعداد الهائلة الموجودة من القوى العاملة؛ إضافة الى إنخفاض الطلب الخارجي على العمالة الأردنية خاصةً في دول الخليج العربي، مما أدى الى تباطؤ حركة الإستثمار التي ساهمت في زيادة نسبة البطالة، وعملت بشكل مباشر في تقليل فرص الخريجين الجدد الذين ما كان بوسعهم التنافس مع العائدين الذي يتميزون بخبرات كبيرة في معظم المجالات.
للبطالة تأثير كبير على كافة الجوانب الحياتية واليومية.. فنتيجة لهذه البطالة تأخر سن الزواج عند الشباب والشابات مما فاقم من مشكلة العنوسة، فكيف للشاب أو الصبية أن يتزوجا وليس لهما إيراد ثابت أو مصدر رزق لينفقوا منه على الأسرة؟!!... كما وتحمل البطالة ضمن طياتها الكثير من الشعور بالسخط والإحباط، الذي قد يؤدي في بعض الأحيان الى اللجوء لأساليب خاطئة في سبيل الحصول على المال... ومن نتائج البطالة أيضاً شيوع الإنحرافات السلوكية والنفسية وتفكير الكثير من الشباب المبدع والمميز في الهجرة سعياً وراء الرزق!.
التخلص من «ثقافة العيب» هي من أهم الأسباب التي تساهم في معالجة معضلة البطالة التي يعاني منها المجتمع... لذا علينا أن نغرس في أبنائنا منذ الصغر أهمية التنوع في إختيار المجالات الدراسية سواء كانت أكاديمية أو مهنية، وننمي بداخلهم أن أي مهنة أو حرفة كانت سيختارونها مستقبلاً هي تمثل عملاً شريفا,ً له تقديره واحترامه في المجتمع، وليس من الضروري أبداً أن تكون كل اختياراتهم مركزة على الدراسات الأكاديمية التي تدار من خلف المكاتب... إضافة إلى إستحداث خطط تدريبية مطورة وحديثة تواكب العصر لتأهيل الباحثين عن عمل في مختلف المجالات المهنية المطلوبة، كما و علينا زيادة التركيز على المشاريع الصغيرة التي أثبتت التجربة العملية نجاحها!!.
القطاع الخاص عنصر فعال بالمساهمة في الحد من البطالة وبالذات القطاع الصناعي الذي يجب حماية منتجاته الوطنية من المنافسة الخارجية، لأن هذا القطاع يوفر الكثير من فرص العمل للأيدي العاملة الأردنية... يؤلمنا جميعنا أن نرى بعضاً من خيرة شبابنا وشاباتنا المتميزين يعانون من البطالة، ونأمل كل الأمل أن تحل هذه المعضلة سريعاً... فعلى هذه الأرض الطيبة ما يكفينا جميعاً من أعمال وخيرات إن نحن صوبنا طاقتنا تجاه إستثمارها بالشكل الصحيح!!..
Diana-nimri@hotmail.com
www.diananimri.com