شيء يشبه السحر.
ان يُمسي الشخص " غير وطني " ويصبح " وطنيّا ".
او ينام " على الوحدة الوطنية "، ثم يصحو متّخذا قرارا ب " ضرب الوحدة الوطنية " بعرض الحائط.
شيء يشبه السحر.. والسّحرة في زماننا أكثر من " سَحَرة فرعون.
كل شيء أصبح يُمارس و " يُقتَرف " بحجّة " حماية الوحدة الوطنية ".
معارضون يبيتون كذلك .. وتكتشف ، فجأة أنهم " موالون ".
والعكس صحيح.
إنها " المَصالح " يا عزيزي.
ولهذا قررتُ وتبعا للموضة ان افعل ما يلي :
المشاركة في مشروع " منسف " ، وتصالحتُ مع الدّ أعدائي، وفتكتُ باللحمة ، كي يستمتع الحاضرون بالجلسة، حرصا مني على الوحدة الوطنية.
رجعتُ دفاتري القديمة واعملتُ فيها شطباً وتمزيقاً ومسحتُ بأشعاري الارض .. وقلت : فلتذهب أعمالي الكاملة إلى الجحيم.. المهم الوحدة الوطنية.
اما مكتبتي ، فقد فقد " قلّمتها " كما افعل بالاشجار والنباتات " المتطرّفة " ، وانتشلتُ منها " كتب ماركس والرفيق لينين وصقور " المفكرين الإسلاميين ".. حفاظاً على الوحدة الوطنية.
صرتُ كائناً " اليفاً " مع جيراني ونسايبي حتى لا اخسر الجميع.. من أجل الوحدة الوطنية.
لم أعد اتابع " الناقمين " الذين يتعرضون للوطن على راحتهم في " الخارج " من أجل الوحدة الوطنية.
صرتُ امتدح كل ما تفعله الحكومات والوزراء السابقون و" الحاليين" و "اللاحقين ".. كي لا يُقال انني " مش وطني ".
واخيرا وليس اخراً بالطبع..
قررت " اختصار " مقالتي.. حرصاً.. على الوحدة الوطنية.!!