نمر جميعاً بأوقات عصيبة، ونختبر جميعاً خيبة الأمل والخسارة والتغيير، ونشعر بالحزن والقلق والتوتر في أوقات مختلفة من حياتنا، فالحياة مليئة بالتقلبات، قد نعاني من فقدان أحد الأحبة، من المرض، من خسارة الوظيفة أو التكيف مع أي تغيير في حياتنا، فقد منحنا الله هدية الحياة في عالم خُلق كمدرسة وأرض للتجربة، التجارب التي سنواجهها وشدتها وتوقيتها ومدتها ستكون فريدة لكل منا فكل شخص يعيش في خضم اختبار مختلف، والخسارة والتغيير والصدمات هي أجزاء لا مفر منها من الحياة.

في الواقع تقلبات الصعود والسقوط والسعادة والحزن يتبع كل منهما الآخر، إذا كنت سعيداً اليوم، فهذا لا يعني أن هذا الوضع سيبقى كما هو في المستقبل، نحن ندرك حقيقة الحياة ولكن لا نقبلها بالعقل، نقاوم التغيير وهي طبيعة بشرية، نريد دائماً العيش في منطقة الراحة، فلسنا مستعدين لهذا النوع من التجارب، لكن أحياناً لا تكون الحياة كما نريدها.

الاختبار الأكثر ألما هو المأساة التي يمكن أن يجلبها الموت، إنه نقطة تحول هائلة، سيتم اختبار كل واحد منا من خلال مواجهة موت شخص نحبه، أصعب جزء في هذا الاختبار هو معرفة ما يجب فعله مع الحزن والوحدة والخسارة التي نشعر بها كما لو أن جزءاً منا قد فُقد، سنشعر بالحزن والغضب والظلم وقد يكون هذا الألم مزمناً.

التعامل مع تجارب الحياة ليس بالأمر السهل، وفي كل مرة تمر فيها بأوقات عصيبة في حياتك، لن تعود الشخص الذي كنت عليه من قبل، ستتغير شخصيتك حتماً، من المهم أن تُقر وتقبل أنك لا تستطيع التحكم في كل شيء في حياتك، لا يمكنك التحكم في صحة شخص آخر، مع أنك تتمنى لو استطعت أن تعطيه من صحتك ليبقى بجانبك، لا يمكنك التحكم في الاقتصاد، الذي قد يؤثر على وظيفتك، ولا يمكنك التحكم فيما إذا كان شخص آخر يحبك أم لا.

مهما كان مصدر الاضطراب في حياتك فقد يتركك تشعر بالعجز والقلق، قد تكون حزيناً متألماً على كل ما فقدته، أو غارقاً في عدد من المشاعر الصعبة والمتضاربة، أو غير متأكد من كيفية المضي قدماً في حياتك، قد تشعر حتى أن حياتك خارجة عن السيطرة تماماً وأنك غير قادر على التأثير في كل ما قد يحدث بعد ذلك.

الألم جزء من الحياة، وهذا الألم يساعدك على النمو لتصبح أكثر نضجاً وقدرةً على التعامل مع تقلبات الحياة، والدروس التي اكتسبتها أثناء رحلتك عبر الحياة تلعب جميعها دوراً في التأثير على تغيير شخصيتك.

لا شيء يدوم إلى الأبد، كل شيء في هذه الحياة مؤقت، الأوقات الجيدة والأوقات السيئة على حد سواء، إنها الطريقة التي نختار بها التفاعل مع هذه الفترات في حياتنا وكيف نقرر السماح لها بتشكيلنا، مع تقدمنا في العمر، سوف تتغير شخصيتنا، إنجازاتنا، والتحديات التي كان علينا التغلب عليها على طول الطريق، التجارب التي نواجهها في هذه الرحلة قد تكون قاسية جداً، لكنها في النهاية، ستخلق منا شخصاً مختلفاً وستغيرنا تماماً.