المشروع نسيه الاردنيون ..
سميح المعايطة
21-02-2022 10:01 AM
قصة الاصلاح السياسي في عقل صاحب القرار لم تكن لجنة من عشرات الاشخاص لاقتراح قوانين بل كانت محاولة لبناء حالة توافق اردني حول تشريعات سياسيه ومسار جديد للدولة ،يساهم في تحسين مزاج الناس وتعزيز الامل والإيجابية.
وخلال شهور هذا المشروع كانت هناك عقبات كبيرة ومحطات ادارة للملف حولته من قضية تجمع الاردنيين الى ملف خلافي ،وشهدنا ماكان مع بداية مناقشة التعديلات الدستورية في مجلس النواب وقبلها وبعدها الضعف في تسويق المشروع من قبل الحكومة .
وقبل شهور كتبت مقالا تحت عنوان " المشروع يضيع " ،واليوم اكتب قناعة لدي بان هذا المشروع نتيجة المسار الذي يتم التعامل به معه تحول من مشروع اصلاح الى مجموعة قوانين نسيها الناس واصبحت جزءا من جدول اعمال لجنة برلمانية وبعدها سيتحول الى الاعيان بعد نقاش سيعزز وضع كل المشروع بانه حالة خلافية ،وسيتم اقرار القوانين لكن بعد ان تفقد روحها وقيمتها الإصلاحية او كمشروع اراده الملك لنقل الدولة من مرحلة وشكل الى مرحلة اخرى.
اليوم المشروع لايهم احدا والبرلمان سيقره مثل اي مشروع قانون ،والناس ستتعامل معه في الانتخابات القادمة بشكل فني ،اي كيف يتم الفوز على اساس القانون الجديد ،والمقاعد الحزبية سيفوز بها اشخاص سيكون العمل الحزبي بالنسبة لهم مثل كل انواع القوائم او التحالفات التي رافقت كل قانون جديد .
ليست مبالغة ولا احباطا عندما نقول ان المشروع فقد قيمته الإصلاحية، وانه قوانين وتعديلات دستورية سيتم تنفيذها لكن دون تلك الروح التي كانت عند التفكير بالمشروع ،واننا فقدنا فرصة كبيرة لاقناع الاردنيين باننا سندخل مرحلة جديدة ،واليوم وبعد معارك التعديلات الدستورية يرقد قانوني الانتخاب والاحزاب في لجنة نيابية منذ اسابيع طويلة وستبقى لاسابيع وكاننا نتعامل مع قانون السير او اي قانون خدماتي ،الناس ليست معنية به ،ولا حتى الجهات التي يجب ان تكون مهتمه ،والمبرر اننا نخوض نقاشا حوله .
المشكلة ان البعض لايدرك ان المشاريع التي تاتي لتغيير مسار الدولة ايجابيا يجب ان تبقى تحتفظ بحيويتها وروحها لدى الراي العام ،وان حملات التسويق والاقناع السياسي يجب ان تبقى حاضرة ،لكن ماتم انه تم نزع الروح من هذا المشروع ولم يعد يعني الاردنيين ،ولم يعد يخطر على بال احد وحتى الاحزاب الجديدة فانها دخلت في معارك مع قناعات الناس بانها جديدة ومختلفة.
مهما كانت القناعة بتفاصيل هذه التشريعات فان الفكرة كانت مهمة لاطلاق حالة سياسية وطنية جديدة ،لكن للاسف فان الامر تحول الى قوانين فقط يختلف الناس على كل بند فيها بل وصاحب بعضها التشكيك باهدافها ،ولم يعد جوهر المشروع قائما ولا روحه حاضرة ،الا اذا كان هناك محاولة اخيرة لاعادة الروح اليه وقد تنجح وقد لا تنجح ...
ليست مبالغة ولا احباطا عندما نقول ان المشروع فقد قيمته الإصلاحية، وانه قوانين وتعديلات دستورية سيتم تنفيذها لكن دون تلك الروح التي كانت عند التفكير بالمشروع ،واننا فقدنا فرصة كبيرة لاقناع الاردنيين باننا سندخل مرحلة جديدة .