مهرجان المسرح الشبابي الذي انطلقت فعالياته تحت رعاية وزيرة الثقافة في المركز الثقافي الملكي مساء اليوم ما كان ليحدث لولا التفكير الخلاق والعمل الجدي للثنائي الرائع زعل وخضرا والدعم السخي الذي تلقياه من برنامج التنمية والاعانات الامريكي.
في المشروع الثقافي الفني الذي ادارته شركة زعل وخضرا على مدار الاشهر الماضية استطاع الثنائي الخلاق اذكاء روح المنافسة لدى العشرات من الشباب والشابات الموهوبين في مدن ومحافظات المملكة حينما جالا في مسعاهما لاكتشاف المواهب وتنميتها مستخدمين العديد من الوسائل والتقنيات والاختبارات التي لا تترك جانبا من جوانب شخصيات المرشحين الا وتسلط الاضواء عليه.
الجهد الاستثنائي الذي قاما به السبايلة وشريكته اسماعيل حان وقت قطافه واطلاع الجماهير على ثماره من خلال خمسة اعمال مسرحية استندت الي نصوص واعمال مسرحية كلاسيكية لمجموعة من افضل الكتاب والمخرجين المسرحيين في العالم.
المعالجات التي اجراها الكتاب والمخرجين للاعمال الاصلية طوعت النصوص والتمثيل ليتلاقي مع طبيعة المجتمع ويتعاطى مع القضايا الاجتماعية ويقدم نهايات وبدائل اكثر ايجابية وقبولا لمجتمعاتنا التي لا تزال تحلم بالمطر.
الاعمال الخمسة التي سيستمر عرضها حتى الرابع والعشرين من الشهر الحالي جرى فهمها وتمثيلها واخراجها من قبل الشباب والشابات الذين تدربوا على ايدي الفنانين البارعين وخصص كل واحد منها لبيان صلة وتاثير ووظائف الدراما في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية باعتبار الفن المسرحي وسيلة فاعلة في رفع الوعي وتحسين مستويات الفهم والاتصال حول القضايا التي تهم غالبية الافراد.
الجلسات الحوارية التي ستعقب كل عرض من العروض تفتح مجالا واسعا لمشاركة الشباب وتوسيع قاعدة النقاش، حول وظائف الفن والدراما والمسرح في تسليط الضوء على قضايا الانتحار وتعاطي المخدرات والتفكك الاسري ومعايشة ودعم مرضى السرطان و قضايا المجتمع الاخرى مع بحث للخيارات المتوفرة والمتاحة واخراج الافراد من الدوائر المغلقة نحو الافاق الاكثر رحابة.
بدون الفنان "زعل" وشريكته الفنانة "خضرا" قد يصعب ان نرى مثل هذا العمل الريادى الذي كشف عن الكثير من المواهب واوصل الفن المسرحي الى محافظات الاطراف وكسر العديد من التابوهات وفتح لنا نافذة جديدة على الادب والمسرح العالمي.
في هذا المساء شاركت الى جانب معالي وزيرة الثقافة وامينها العام وكوادر الوزارة واسرة الفن المسرحي في الاردن فعاليات المهرجان ولمست كم الحماس الظاهر على كوادر العمل وتعطش الجمهور وشغف واصالة المواهب التي اظهرها الشابات َالشباب ممن شاركوا في العمل او تحدثوا عن الهموم والقضايا التي قد لا نراها.
شكرا لزعل السبايلة وشكرا لخضرا اسماعيل على هذه الريادة التي صنعت من الريادة تاريخ ومن الصبر نجاح وشكرا لوزيرة الثقافة التي آمنت بقدرات الشباب وكرست الوقت لتشجيعهم ورعايتهم.