facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أين أنتم يا رجال الدولة


د. عدنان سعد الزعبي
20-02-2022 09:58 PM

سؤال نطرحه على رجالات الدولة ومن يشكلون اليوم ظاهرة التصريحات التي لا نعرف هل هي اعلان براءة النفس من ما آلت اليه الأمور، أم اعتراض على هذا الواقع، وضعف الحيلة خاصة وأنكم تدركون أن ما يجري هو جزء من مؤامرة محاكة بإمتياز هدفها أولا وأخيرا هذا الوطن بماضيه وحاضره.

سؤال يطرحه كل من يدرك تحديات الوطن وأسباب الإنكماش السياسي والإقتصادي ، وهذه (اللغوصة ) التي تمارس من جهات تحرك بالخفاء ماكينة الإساءة للوطن ومؤسساته ستوصلنا للخطوط الحمراء نهاية وأصوات الإنذار التي تعلن الخطر. الخطر من فقدان الثقة بالمطلق بالدولة، مؤسسات ورجال، وبالتالي بالمستقبل. فبدأت برجالات الأردن، وانتقلت إلى المؤسسات التشريعية ، والتنفيذية، ثم نراها الآن تجعل من عملية التشكيك بالحلول قناعة لا تغادر ذهن المواطن . وما نشهده من تطورات سياسية وإعلامية ،وإقتصادية ، وممارسات شعبية ، إلا تعزيزا لهدف ورؤية خبيثة استقصد بها هذا الوطن . بل يصب بهذا الإتجاه .

الملاحظ وبشكل قوي أن استراتيجية خطيرة تنفذ في الأردن: قاصدوها من الخارج، ومنفذوها مشتركين .هدفها القضاء على أي عقد إجتماعي بين الدولة والمواطن بصفته الجزء الأهم في معادلة الدولة ، وأن بشاعة هذه الاستراتيجية وهدفها ، هو التشكيك بكل شيء حتى الفرد بنفسه ، وقتل الأمل وشيوع حالة اليأس ، وتخييم واقع الوهم السلبي ، فهذا بدوره يضرب كل نواحي الثقة بالنفس والوطن، بل وأي توجه جاد أو صادق ، وكل فعل قد يرنوا بنا إلى حالة النجاة، وإلى الضوء في نهاية مطاف النفق المظلم الذي نعيشه.

يتناسى الناس أن الأردن وحده يكتوي بنار القضية الفلسطينية مع الأشقاء الفلسطينيين ، وأننا ندفع من أجلها ثمنا باهظا بعدما تخلى عنها العرب ، بل كل العرب وتكالب على لاءتنا من هم في دائرة صنع القرار السياسي والاقتصادي من حولنا ، مع ما نشهده من تحديات كورونا ،والإغلاق الحقيقي لحدودنا مع من حولنا ومحاصرتنا إقتصاديا ، لمحاصرتنا سياسيا ، وكسر أنف لاءاتنا التي تمسكنا بها عن مبدأ وعزة وكرامة العربي والمسلم .

ويبرز هنا السؤال الأهم ، الذي يجب أن يطرح على كل الناس ، هل ما فعلناه كان صائبا لنا أم خطأ ارتكبناه ،؟ وهل ندير ظهرنا ونحقق لإسرائيل ومن يعمل معها ظاهرا أو بالخفاء ما تريد ! و نقول كما قال غيرنا قبلنا للقضية وللفلسطينيين والمقدسات رب يحميها ، ومن ثم ننعم بالخيرات كما هو الأردن قبل صفقة القرن ؟.

ما بال رجالات الدولة ينقلبون على أعقابهم ولم نجد من يدافع عن الوطن ويخرج كما كان على كرسي الحكم يبين ويوضح ويفند المزاعم والخيالات والأكاذيب ويبين للناس الحقيقة . فهذا أقل مسؤولية يجب القيام بها ، هذا إذا كانت هناك حقيقة لديهم .

أين رجال الدولة من أن يضعوا لنا طريقا ينورنا بالطريق الذي نحن ذاهبون فيه ، ويضعون خارطة تسير عليها الدولة بعناصرها وبأي وسيلة كانت . فالشعب مرن ومثقف ويدرك الصواب من الخطأ، لكنه يريد أن يعرف إلى أين نحن نسير .

لا يجوز يا رجالات الدولة أن تبقوا بهذا الخوف والتردد وهذا الصمت ، فقول الحقيقة لا ينتقده أحد ، ولكن الإنكفاء وراء الصمت إنما يعمق من مستوى الشك الذي يقصده المتآمرون على هذا الوطن ، ويثبت أنكم لم تكونوا أهلا لهذا الوطن حتى تحكموه .

أين أنتم من خلية أزمة حقيقية ترسم بها خطوات واضحة للخلاص مما نحت فيه ، أين أنتم من مواجه التحديات والنقاط السوداء التي بدأت تظهر في جسد الوطن والإشارة اليها والتركيز عليها . اليس من حق الوطن عليكم التضحية بأي كلام غير مسؤول يقال عنكم في سبيل الوصول إلى طريق الصواب . لماذا تتوهون الناس بكل ما يجري فيختلط الصالح بالطالح ؟، اليس للأردن وشعبه حق في أعناقكم ،؟ فأنتم رجالات الملك , فلماذا لا تصدقوه الوطن وشعبه ،وتواجهوا تلك الزمرة التي بدأت تستهتر وتضرب بالوطن عرض الحائط . لن تكونوا بعيدين عن هم الوطن حتى لو أجبرتم على ذلك ، فهم المواطن جرح يصيبكم وفتق سيبقى يؤرقكم مهما انكفيتم .

لا تتركوا الأردن وحده ولا تسمحوا والشعب معكم لكل من يبيع ويشتري أن يعبث بالوطن . وقفوا أمام هؤلاء الداخلين علينا بألوان مزركشة وعبارات مزخرفة وصور منمقة، وعناوين براقة ، ليوصلونا إلى الذي أنتم به عارفون . فلا تتراجعوا , ولا تتباكوا , ولا تضعفوا ، فالدولة برجالها ، والشعب دائما مع الوطن فكونوا أنتم معه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :