اسرع ما سمعنا من محلليين وخبراء استراتيجيين عرب يفتون .. ان الحرب في اوكرانيا سوف تندلع ، وان الروس سيغزون اوكرانيا .
تابعت قبل ايام محللا على فضائية محلية ، لا يعرف عن اوكرانيا غير اسمها ، واتحدى انه عاجز عن توصيفها جغرافيا على الخريطة .
و تكلم باسهاب عن الحرب ، ولو انه جالس في غرفة العمليات في وزارة الدفاع الروسية ، ومرافق ومستشار للرئيس الروسي بوتين .
و لا اعرف لماذا محللو وخبراء الاستراتجية العربية يكنون كرها لروسيا ، ويرددون روايات الاعلام الغربي والامريكي تحديدا ، ويشيطنون بوتين ، ويحاولون اظهاره بصورة ديكتاتور واستبدادي ، وغيرها من الاوصاف الجاهزة في الاعلام الامريكي التي يقذف بها خصوم واعداء امريكا .
سمعت لمحلل ايضا ، تمنى لو ان اوكرانيا ستنتصر على روسيا ، ودعا الناتو الى ردع الروس ، يتحدث بحماسة عن الناتو وقلبه واحساسه مرعوب وخائف على اوكرانيا والناتو .
و هؤلاء المحللون والخبراء الاستراتجيون من هيئوا الاحتلال الامريكي للعراق ، وفرشوا بساطا احمرا لدبابات الاحتلال الامريكي ، ومن زرعوا الورود ونثروا الاكاليل لصواريخ الناتو في قصفها بغداد وطرابلس والموصل والبصرة .
و في العدوان على غزة ، بعضهم لم يخجل من القول على الهواء مباشرة وبالبنط العريض ان اسرائيل في حالة دفاع عن النفس ضد حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية .
يقفون في الخندق الامريكي من ازمة اوكرانيا ، ولاقرب حرب وصراع وازمة في الاقليم .. خبراء ومحللون يشتغلون على كبسة زر ، وتعليمات واوامر ما قبل النشر والبث .
يشبهون مطربي الحفلات والاعراس ، ويغيرون الطربوش واسم العريس والعروس .. وفي عصر تحول المايكروفون به جزاء من الخلاعة والابتذال ، من اغرب الظواهر في الاعلام والسياسة العربية .
ويمكن تسمع احتفالات بالنصر لضرب روسيا ، وتسمع تكبيرا لتدمير الناتو لموسكو ، وتسمع فتاوى سياسية ودينية لاعلان التاييد والدعم للناتو في حربه ضد الروس .. فما اشبه اليوم بالبارحة !
(الدستور)