أتمتة الأشياء .. حلول اقتصادية مقترحة
د. أميرة يوسف ظاهر
20-02-2022 12:44 AM
في ضوء التطور الهائل الذي يحدث في العالم، يتجه القادة التربويون والعلماء في الكثير من دول العالم إلى تطوير المناهج بما يناسب الثورات التكنولوجيا، إذ أصبحت المواد التعليمية الحالية غاية في التقليدية التي تتسبب بالتراجع في المجالات الحيوية التي من شأنها تحقيق التنمية المنشودة.
فقد تحول العالم منذ زمن بعيد إلى الصناعات التي تسهم في سد الثغرات التي ظهرت بعد المرحلة النسبية التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1989م، وظهور الشبكة العنكبوتية (الانترنت) كمؤشر على انطلاق المرحلة الرقمية، والتي أسهمت بدورها في التوجه نحو العلوم والتقنيات والبرمجيات التي ساعدت إدارات الحكومات في مواجهة الأزمات وحل المشكلات وتحقيق النهضة الشاملة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وظهرت الهواتف التكنولوجية بتطبيقاتها، ونمت اقتصاديات الكثير من الدول بسبب التوجه إلى الاستثمار في الحواسيب الذكية بكافة أنواعها، فتلاشت الاستثمارات التقليدية أمام الاقتصادات الرقمية التي تزيد من قوة بعض الدول، وتعمل على ضعف دول أخرى، حتى أن هناك دول عظمى تتراجع أمام ظهور اقتصادات رقمية في بعض الدول التي تعد صغيرة، وبهذا انطلقت الكثير من الدول في اتجاهات أخرى نحو التطبيقات والتحول الرقمي الذي يحل مكان العمالة الذكية، وتحل الاقتصاديات الرقمية مكان الاقتصاد التقليدي، وتم الاعتماد على الواقع الإلكتروني.
ولقد ساهم التطور الهائل في علوم الحاسوب والذكاء الصناعي إلى العمل عن بعد بواسطة التطبيقات الذكية التي جعلت الكثير من الصناعات تعمل وفق آليات العمل عن بعد بإتقانية وبدقة كبيرة ومدهشة، وتحقق معايير الجودة المتفق عليه وفق أعلى المقاييس، حتى أن هناك بعض النتائج أتت أعلى من المتوقع للذين عملوا على تطوير البرمجيات والتقنيات التي جعلت من هذه الصناعات ريادية تحقق استثمارات ومردودات تنموية دفعت برفع الدخل الفردي والقومي، فحسنت الكم والنوع بكفاءة وضمنت الاقتناء للجميع، موفرة أسعارا مناسبة، وميزة الاستخدام والدقة التي مكنت بعض الحواسيب المدهشة في إطار الريبوتات إلى أن تحل محل الإنسان وتقوم بعمله بكفاءة وتقنية عالية حققت نتائج توافق لا بل تفوق التوقعات.
وفي إطارات الاستخدامات المتعددة لإنترنت الأشياء في بلدنا للتخفيف من الاستهلاك في كافة المجالات، أصبح واجبا رفع الوعي ونشر ثقافة الأتمتة بالأنظمة والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والتقنيات... فهناك أنظمة بدأت تظهر للعمل بالتوازي مع أنظمة الإنارة والتدفئة والتكييف، وحتى تخزين مياه الأمطار، والاستمطار والتهجين والتطوير في المستوى المنزلي، وحتى أن الزراعة المنزلية أخذت تنتشر على الأسطح وفي المتاح من الحدائق، وكذلك تخفيف الصرف المنزلي للمياه في إطار استخدامه الطبيعي في الطعام والشراب، وما يستخدم منه في الإطار الصحي والزراعي، كما وتم تطوير أجهزة تعمل وفق مجسات للتوجيه والصرف، وقد قام بعض العلماء بالربط بين الأشجار وبعض الأجهزة التي تجعل النبتة أو الشجرة تأخذ حاجتها المغذية من الرطوبة والماء، لتعطي الفائدة القصوى العائدة على الإنسان والحيوان، وهناك ما يستخدم ضمن آلية إنترنت الأشياء في التعامل مع أجهزة التكييف والتدفئة بما يحتاجه الجسم من التدفئة أو التكييف عن طريق ربط الجهاز بشبكة المنزل العنكبوتية، وقد صار بإمكان العلماء التحدث عن أنظمة أمنية في المنازل تعمل وفق بصمات العيون وال DNA فيتم التعامل مع الغرباء وفق تحذير متصل بأجهزة إنذار ما يوفر على صاحب المنزل أو الشركة مبالغ طائلة لتصميم أنظمة حماية في شركته أو منزله.
وفي إطار متصل أصبحت المنازل الذكية متصلة بالكثير من أجهزة إنترنت الأشياء، فصار بوسع الشخص التحدث مع تلفازه بديل السيطرة بوسائط السيطرة، والتحدث إلى قفل الباب وفرن البوتوغاز والثلاجة، ولن تكون هذه الأشياء ترفا بل حاجات، إذ سيكون هناك خدمات توفر حلولا للكثير من المعيقات الاقتصادية المنزلية، وفي إطارات كثيرة يمكن التحدث عنها في سياقات اقتصادية وفي المستقبل القريب.