يبقى جلالة الملك وعلى الدوام جندي الوطن الأول الذي لا يقبل لـه إلا العزة والمجد، يشاطر من انغرسوا على حدود الوطن تفاصيل حياتهم اليومية ليبقى القرب سمة العلاقة النابعة من التشارك في محبة الوطن الشامخ وهنا يأتي العمق الكبير للإخلاص النابع من القلوب المُلبية على الدوام لنداء الأردن.
إن زيارة جلالة الملك إلى رفقاء السلاح على حدود الوطن الأشم تؤكد حرص جلالته على تفقد أوضاع أبنائه النشامى الذين زرعوا أنفسهم على حدود الوطن للمحافظة على أمنه واستقراره، فكان قسمهم الضارب في التاريخ بأن الوفاء ركن من أركانِ الحياة لا يحفظه إلا الأحرار الذين تربوا على العزة والأنفة والذين رضعوا من أثداء أمهاتهم أسمى معاني الإخلاص فكانوا على نهجِ من سبقوهم من الآباء والأجداد لا يحتمون في مسكن إلا الخنادق، ولا يطربون إلا بأصوات البنادق، ارتدوا شعار الجيش وهتفوا باسم قائد الجيش الذي تعلموا منه طبائع الفرسان وأن ?لرجال جبال لا تلين ولا تنحني في وجه الرياح.
«العين حمرا» هكذا قالها جلالة الملك لتكون شعار الانطلاق من أجلِ الوطن في ردّ خفافيش الظلام الذين يَسعون بالأرض فساداً والذين يحاولون عبثاً اختراق حدود الوطن ليتصدّى لهم الأشاوس بعيونهم الحمراء التي تحرق أكباد الأعداء وترد كيدهم إلى نحورهم ليبقى الأردن واحة الأمن والأمان ودار المحبة والسلام.
«أنا معكم».. هكذا قالها جلالة الملك ليشاطر منتسبي القوات المسلحة واجبَ الدفاع عن الوطن ملتزماً بجنديته الصادقة والمخلصة لتراه بين رفقائه واحداً منهم لا يختلف عنهم يشعر بما يشعرون ويقدم ما يقدمون فبقيت كلماته و أفعاله الخالدة مسبار أمل يحاكي المستقبل المشرق للوطن وأجياله القادمة التي تحمل بين عزمها وأحلامها قصص الإنجاز والإبداع، ليبقى أمن الوطن أولوية الجميع في خِضمّ الأحداث المتلاطمة التي باتت تعصف بالجوار والتي تغلب عليها الأردن بفضل قيادته الحكيمة، والالتفاف الشعبي حول القائد والنسيج الوطني المتماسك والا?تماع بقلب واحد على حبّ الأردن والذود عنه.
«لن ننسى دماء الشهداء».. هكذا قالها جلالة الملك لتبقى تسجل أصدق التضحيات التي كُتبت بدماء شهداء الوطن والتي عطرت ترابه ففاضت أرواحهم مقبلين غير مدبرين، ليكون الفوتيك آخر ما ارتدوه وليبقى معهم إلى أبد الآبدين مسجلين حكاية فخر لا يفهم معناها إلا من أحب الوطن وضحى من أجله لتستمر مسيرة الفداء التي قادها الأجداد والآباء والتحق بها من كتب الله لهم الشهادة بعد أن علموا أبناءهم بأن الشهيد حبيب الله وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
هو جلالة الملك الذي أحببناه وبايعناه، هو جلالة الملك جندي الوطن الأول وحبيب الجيش والشعب وقائد الأردن إلى شامخ القمم، ليبقى العلم يرفرفُ على رايات المجد ويبقى الأردن على رأس الأمم وليبقى الوطن قوياً منيعاً يغلق أبوابه في وجوه المعتدين ويفتح صدره لمن جاءَه لائذًا مستجيراً.
الرأي