من اصعب ما يواجه التغيير هو شعور القائمين عند تطبيقه بالخوف من الامتحان الذي يلازم عادة الاختبار عند تغيير الايقاع العام او عند تبديل الاليات والروافع المستخدمة وقد تصبح معادلة التغيير ذاتها التي كان يخشى من تطبيقها او التعامل معها هي معادلة سهلة بل ومستحبة بشرط ان يكون هنالك استعداد لمعادلة التغيير نابع من إرادة كانت اجتازت مضامينها (الرغبة والمقدرة ) فان الطالب الشاطر لا يخشى الامتحان بل ينتظر موعده .
فالخطاب التبريري الذي بات يشكل السمة الغالبة في المشهد العام مرده يقوم على عدم الاستعداد الكافي للعمل هذا لان اللغة التبريرية يغرق فيها دائما كل متردد لم يستطع اجتياز المرحلة وخشى من مجرد الدخول اليها فان الاختبار هنا كما المعركة التي ان لم يعترك فان بمثابة الاعلان عن هزيمة وكان يمكن ان دخلت بها ان تحقق نتيجة ان لم يكن انتصارا وان خسرت فيكفيك شرف المحاولة وتكون بذلك قد تعلمت وبإمكانك تصحيح اخطائك بالاستعداد للدخول بمعركة جديدة .
واما محاولة البعض ابعاد الجميع من مجرد الدخول في مرحلة التغيير للخوف منها والبدء بصناعة احداث تخرج النص عن سياقه فان هذه المحاولات يجب ان تتوقف ويتم تجفيف منابعها حتى لا يصبح الحديث حديث سياق ويبعدنا من الدخول بصلب الموضوع ونجرج في نهاية المطاف بجملة مغايرة فلا تحقق فائدة لا للموضوع المطروح ولا تخدم جملة مخرجات السياق ويصبح ما تم عنونته مجرد عنوان موجود على رف الارشيف وهو ما اصبح يشكل اداة تهديد تؤثر على الصورة الكلية للمشهد العام وترهق المتابعين من حجم التداخل الذي تبينه طبيعة العمل وخطوط المسار وتضع صورة تشكيكية امام المحللين مفادها يقوم على من يمتلك صناعة القرار ولماذا يتم تنفيذ الجمل بطريقة مغايرة عن المسار العام فانه من يعمل على انشاء خطوط سكة من الطبيعي ان تكون العربة عربة قطار ولا نتفاجأ بطرح عطاء لشراء سيارات بيننا ينصب الحديث حول نوعية السيارة ومواصفاتها وتكون النتيجة شراء باصات للنقل العام بسبب قيام دولة ما بتقديم دعم واسعار تفضيلية ومن ثم نعود لبناء جسر فوق خطة السكة لتسهيل اجراءات سير المركبات.
ان اقتران الارادة السياسية ببوصلة اتجاه واضحة بالعنوان والتوجه هو الخيار الاسلم للعمل وكما ان تحديد رواسي العمل الداخلية هو الحاضنة الرئيسية للتغيير وتصحيح المسار على ان ياتي ذلك بطريقة مرحلية يمكن للحواضن المستهدفة من هضمها وكذلك التفاعل معها بحسن استجابة بهدف الوصول للاهداف التى يشترط فيها ان تكون واضحة في عناوينها المرحلية او في غاياتها ذات الابعاد الاستراتيجية وهذا ما يتأتى من ذاتية قادرة بعناوينها وليس فقط ببرنامج عملها على تعزيز ثقة الحواضن الشعبية تجاه برنامج العمل الخاص بعملية التغيير وكذلك التاكيد على اهمية جدواها والعمل على حث الجميع للمشاركه بفحواه.
وهذا ما يتطلب وجود ثلاثة عوامل رئيسية قادرة على تكوين الجملة السياسية عند اختيارها عند البدء بترسيمها تتكون من قيادة فريق تمتلك كاريزما التاثير بعناوينها تمتلك رؤية وبرنامج عمل موضوعيا وتحوى فريق عمل مؤمن بواسع قدرته على التنفيذ مشتملات الرؤية وتحقيق اهدافها لا يفكر ما يعمل عند الوصول لبيت القرار بل يعمل على تنفيذ رؤيته عند الدخول في بيت الحكم.
(الدستور)