لا تكاد تمر بشارع من الشوارع إلا وتجد شاباً في مقتبل العمر يحمل صينية يحركها بشكل متكرر و يلوّح للمارة حتى يلفت الانتباه لمحل بيع القهوة,
صباحاً مساءً, في حر الصيف وبرد الشتاء , منظر يوجع القلب ,يعرضون حياتهم للخطر يقتربون بشكل كبير من الشارع حتى لا تفوتهم مركبة يفكر صاحبها باحتساء قهوته الصباحية متجهاً إلى مكان عمله, أو أيّاً كانت وجهته ,سمعنا قبل فترة عن الشاب الذي توفي رحمه الله نتيجة دهسه من أحدى المركبات وهو يلوح بالصينية في الليل دون وجود اضاءة كافية آملاً أن يقتنص زبوناً لعله يرضي رب عمله, فاقتنصته سيارة مسرعة أودت بحياته وهو يبحث عن لقمة العيش ,وكان لم يمض على وصول هذا الشاب إلى عمان من احدى المحافظات سوى أيام قليلة .
لا نريد أن نقطع الأرزاق فالوضع الاقتصادي صعب ونسبة البطالة عالية ,وعدد كبير من الشباب يعملون بهذه المهنة, لكن مع انتشار هذه المحال بكثرة ,حتى لنجد في الشارع الواحد أكثر من محل لبيع القهوة ,لابد من طريقة يتم من خلالها جذب الزبائن ,غير وقوف هؤلاء الشباب بالساعات ملوحين بالصينية ومعرضين حياتهم للخطر , ولعل الكثيرين يوافقوني الرأي أن هذا الأسلوب فيه انتهاك لكرامة الانسان ,فيمكن من خلال إضاءة بلون معين أو لافتات مضاءة أو أي طريقة كانت ,أن تشير إلى وجود محل القهوة ويكون عمل هؤلاء الشباب هو التواصل مع الزبون وتقديم القهوة والماء وتقاضي ثمنها ,فنحفظ لهم ماء وجههم ومصدر رزقهم .
مساء أمس وأمام محل للقهوة قريب من منزلي واذا بشاب يلبس ملابس سوداء داكنة يقف فعلياً في وسط الشارع يلوح بصينيته ,يبدو عليه التعب والانهاك والبرد ,مشهد محزن ,فلنرحم حاجة الناس ونحترم انسانيتهم.
لذلك من منطلق الحرص على سلامة هؤلاء الشباب ونظراً لكثرة هذه المحال ,لابد من الرقابة وخاصة موضوع السلامة العامة كأن يُفرض لبس السترات العاكسة لسلامة هؤلاء الشباب وأغلبهم في مقتبل العمر ومن المراهقين, وان يتم تحديد مكان الوقوف أمام كل محل بحيث لا يُسمح بالاقتراب من حرم الشارع ,وغيرها من الإجراءات التي تحمي شبابنا وتوفر لهم فرص عمل مناسبة.