ماذا لو منحنا عمراً آخر أو عمرين؟، ، هل كنا سنقلل من فسحة النوم في حياتنا من أجل مزيد من فسحة أحلام متحققة متعوب عليها؟،. هل كنا سنصنع لأنفسنا خط سير نبدأ به حين قعد الآخرون؟، ، أو نصنع خطة يقظة نبدأ بها حين ينامون، ، وهل ندخل نوبة صمت إذا ثرثر الثرثارون ، أم أننا إذا منحنا عمراً إضافياً ، كنا سنقضيه ونسرفه كما أنفقنا أعمارنا الأولى؟،.
متى نشفى من مرضنا المسمى (ليس الآن)؟، ، ونقتنع أننا نسابق زمناً لا يتوقف ، ونراكض دولاباً لا يتوانى ، ولا ينتظر أحداً؟، ، ومتى نوقف لهاثنا المحموم الأحمق خلف سراب يلمع بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، ونحن نعلم علم اليقين ، أنه سراب لا يدوم ولا يروم،. متى نعلم أن الصعود إلى القمة هو السعادة الحقيقية ، واللذة المبتغاة؟، ، وأن بلوغ القمة ليس جميلاً بحد ذاته ، بل أن الطريق إلى القمة هو الجميل والممتع واللذيذ،،.
فهل لنا أن نقنص لحظات السعادة: هل تشعر بتلك اللذة ، أو الرعشة العارمة ، التي تنالها إن قبضت طفلتك على رأسك صارة على أسنانها الصغيرة بمرح بديع: (أريد أن أعصرك يا بابا ، لأخرج منك عسلاً) ، هل من شيء يعادل هذا الإحساس وهذا السحر. ومتى ندرك أن أبناءنا هم أبناء الحياة ، نعلمهم الطيران وفنونه ، ومخر عباب السماوات وطرائقه ، بعد أن نمنحهم أجنحة قوية مريشة ، ثم فليلحقوا كيف يريدون ، وأين يشاءون، ، ليمنحونا ذلك الفرح الذي لا يوصف.
متى ندرك أننا ندخل الشيخوخة عندما نكف عن الحب، ، فالتوقف عن الحب هو الشيخوخة عينها، ، ومتى نصل إلى قناعة ، أن نقول للناس أننا نحب (على الأقل) فكرة أن نحبهم ، أو أن نقول لهم: إننا نحبكم ، ومتى نتعلم أن نكتب غضبنا على صفحة ثلج ، ثم ننتظر الشمس أن تسطع ، وتصهر كل هذه الترهات وتمحوها،،.
متى نتعلم أن نؤوب إلى وسائدنا بقلوب خاوية بغضاً للناس ، كي نطيل أعمارنا ونجعلها هنية ، ونحيا بخفة روح. فقلب الإنسان لا تثقله إلا هذه النزعات الخبيثة ، والمشاعر البغيضة،.
سأتذكر دائماً: أننا لا نمنح عمراً إضافياً أبداً ، فلماذا إذاً لا نحيا عمرنا الحقيقي ، كما تمنينا لو أننا ازددنا عمراً آخر؟،.
نهاركم طيب.
ramzi279@hotmail.com
الدستور