جاد شاب في مقتبل العمر، تخصص في الهندسة.. و يعمل في إحدى الشركات المرموقة بمنصبٍ عالٍ، و راتب خيالي يحلم به أي شاب.. و لديه العديد من المشاريع الناجحة التي بناها من الصفر، فهو معروف عنه بنجاحاته و إبداعاته الغير منتهية.. هو يمتلك بيت كبير و في غاية الروعة و الجمال.
في كل صباح، يصحو مبكراً.. يتوجه إلى الصالة الرياضية القابعة في الطابق السفلي من منزله.. ينهي تمرينه.. يستحم.. يتناول فطوره.. ثم يذهب ليرتدي ثيابه الأنيقة، و يخرج متوجهاً إلى عمله.. و بعد أن ينهي عمله، يتوجه إلى أحد المطاعم الفارهة؛ ليتناول طعام الغداء.. جاد يكاد يعيش حياة أشبه بالمثالية.
أما تيم فمنذ صغره يحب الأزياء و كل ما يتعلق بالموضة.. و لطالما كان يطمح لأن يكون أحد عارضي الأزياء الأكثر شهرة في بلدته.. فقد بدأ مبكراً في هذا المجال، بحيث أنه اتبع نظام غذائي صحي منذ نعومة أظفاره.. و مارس الرياضة بشكل مستمر، حتى نجح في تحقيق ما يصبو إليه.. و أصبح من أكثر عارضي الأزياء شهرة في مدينته.. إذ باتت شركات الأزياء تتهافت عليه من أجل عمل الإعلانات وتسويق منتجات مصممي الأزياء.
جاد و تيم باتا حديث الناس في بلدتهما.. فقد عُرِفا بنجاحاتهما و تميزهما.. و قد سطع صيتهما بشكل لافت.. لدرجة أن الكثير من نظائرهما من الشباب و الشابات أصبحوا يتمنون حياتهما و نجاحاتهما.. لدرجة أنهم باتوا يحسدونهما بشكل مخيف.. إذ بدأ البعض يقلل من إنجازاتهما بقولهم أن نجاحاتهما كانت عن طريق الحظ (أي لعب الزهر معهما).. و الكثير من الأقوال التي انتشرت عنهما في هذا السياق.. و هذا أمر طبيعي.
فالناس غالباً لا ترى إلا الفصل الجميل من الحكاية.. هي لا ترى ساعات.. و أيام.. و شهور.. و سنين.. من الجد، و الاجتهاد، و البذل، و السعي، و التخطيط، و التنفيذ، و السهر، و التعب، الذين كانوا خلف كل هذا النجاح الباهر.. فدائماً خلف كل فصل جميل من الحكاية، يكون هناك فصل مليء بالمتاعب و المشاكل و المصاعب، و طريق وعرة تحتاج إلى الكثير من العمل، من أجل تمهيدها للوصول إلى وجهتك المبتغاة.
Shahed.Alqady@gmail.com