ان البحث في موضوع المدير الخفي يعتبر من المسميات والافكار الحديثة الذي يحتاج الى دراسات وقراءات كثيرة متفحصة ومتعمقة تحاكي هذه الفكرة وتوضح دلالاتها من خلال اجراء الدراسات الميدانية من قبل الباحثين او الساعين للحصول على درجات عليا في الدراسات العليا لما لهذا الوضوع من اهمية على الروح المعنوية للعاملين وحتى على الامن الوظيفي المرتبط بإنجاز اعمالهم.

وان فكرة المدير الخفي ضمن المفاهيم الادارية الحديثة والتي ترتبط في المؤسسات بكافة انواعها سواء في القطاع العام او الخاص علماً بان الهيكل التنظيمي يتضمن بوجود مدير عام لها يكون في اعلى قمة الهرم او السلم الوظيفي وبغض النظر عن المسميات الاخرى للشخص الاول في هذه المؤسسات فان هذا الشخص وضمن الانظمة والتعليمات والقوانين المرتبطة بهذه المؤسسات فانه يتولى مسؤولية ادارتها وخصوصا في المؤسسات العربية الا انك تتفاجأ وبغض النظر انك في مؤسسة موجودة في القطاع العام او الخاص وكلاهما سيان ان الذي يقوم بادارة المؤسسة فعليا هو المدير الخفي.

وطبعا هذه الشخصية الخلافية والغامضة والتي تكون معروفة لكل الموظفين والعاملين في مثل هذه المؤسسات بانه هو المدير الفعلي (الخفي) وقد تكون هذه الشخصية عبارة عن سكرتيرة المسؤول او مديرة مكتبة او سكرتيره او مدير مكتبه او سائقه او ان يكون من احد اقاربه او اصدقائه او صديقاته او غيره بحيث من يتقمص هذه الشخصية يأخذ يصول ويجول في هذه المؤسسة ويتحكم بكافة العاملين وانه لا يتخذ أي قرار كان في هذه المؤسسة دون ان يكون قد دشنه ووضع بركاته عليه وكذلك يحرم على اي موظف في هذه المؤسسات ان يتعامل مع المسؤول الاول بها الا من خلاله ويبدأ بعد ذلك مشوار الهدايا والعطايا وغيرها من المكافآت لهذه الشخصية كونه يقوم بمساعدة الموظفين وغيرهم من مستفيدي الخدمة من المسؤول الاول لدى المدير العام وكذلك يرأف بأحوال الموظفين ومن سيكون عكس ذلك سينال عقابه وجزاءه حتى لو ادى ذلك الى فصله من عمله.

ومن هنا يبدأ الموظفون بالسعي نحو ارضاء هذه الشخصية بشتى الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة كونها هي الشخصية الحقيقية التي تدير المؤسسة وتصبح تدار المؤسسة حسب اهوائه ومزاجيته ورغبات هذه الشخصية الا ان يتفاجأ المدير الحقيقي بانهاء خدماته بحيث تكون المؤسسة في وادي والمدير الفعلي في واد وبالتالي يكون في هذه المؤسسة ظلم من ظلم وفصل من فصل ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وما الى ذلك من مساوئ لهذا المدير الخفي ولو نظرنا بعين ثاقبة الى كثير من مؤسساتنا العربية لوجدناها مليئة بهذا المدير الخفي.