ان ما تواجهه اليوم من تحديات كثيرة يقف على رأسها انتشار الفقر والبطالة بشكل لم يعد محتملا ويبدو ان الاحساس بهذا التحدي لدى أصحاب الاختصائص غائب او شبه غائب بحيث لم نر استجابة لمعالجة هذا الخلل الكبير ومداواة هذا الألم الذي يعتصر قلوب المتضررين منه ومعاناتهم الطويلة.
وقد أصبح هذا التحدي الموجع يواجه كل أسرة باستثناءات قليلة للمتنفذين الذين يحتكرون الوظائف والمشاريع وينعمون بمردودها دون احساس مع الفقراء والعاطلين من العمل والذين طرقوا جميع الأبواب ولكنها بقيت موصدة أمامهم واستمروا في بؤسهم ومعاناتهم دون مجيب.
الأمر جد خطير وادى إلى تفشي الجريمة وكثرة حالات الانتحار والانحراف إلى تعاطي المخدرات والسلوكيات غير الأخلاقية وكثرة النصب والاحتيال والغش وممارسة التسول في سبيل الحصول على المال.
ان تدارك هذا الأمر بحاجة إلى أن يؤخذ على محمل الجد وان يكون هناك نية صادقة لدحر هذا المرض العضال من خلال التخطيط الشامل لرفد الاقتصاد بجرعات من النمو الاقتصادي القائم اساسا على تشجيع الاستثمار بخطوات عملية قصيرة وملموسه تفتح آفاقا جديدة امام مشاريع اقتصادية كبرى ومتعددة تستوعب إعدادا كبيرة من العاطلين من العمل.
والحاقها بخطوات أخرى كتخفيض الضرائب وخاصة ضريبتي الدخل والمبيعات وخفض اسعار الطاقة والمحروقات التي اكلت الأخضر واليابس.
لا يمكن أن تبقى هذه المعضلة دون اتخاذ خطوات عملية والاكتفاء بالتصريحات والكلام الجميل بعيدا عن جوهر الحلول الناجعة.