كان حلم كل أردني أن تتوحد الدول العربية تحت راية واحدة ، كان حلم كل عربي أن نصبح أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج ، كنا حين نشدو بلاد العُرب أوطاني نشعر بالزهو ، ، وكم تجرحنا اليوم كنا ، لقد استبدلناها بأصبح حلمنا أن نتوحد في الوطن الواحد ، نعم ، في الوطن الواحد ، إننا اليوم نعيش كالغرباء في الوطن ، لكل فئة دفُّها الذي تعزف عليه ، لكل جماعة مثقفة نايُها الذي تطرب لسماعه ، لكل سياسي وجهة نظره التي يراها الصواب ، لكل معارضة طبلُها الذي تدقه بقوة حتى تُرعب الآخرين ، كانت تجمعُنا أغنية وطنية ، كنا نغني جزائرُنا يا بلاد الجدود ، فأقمنا بيننا وبينها الحدود ، كان يوحدنا الخطاب السياسي من أجل فلسطين ، صرنا نذكرها على استحياء إرضاء للبعض وكأننا نتحدث عن ماليزيا ، كنا نرفع راية واحدة على أسطح بيوتنا فرحياً بالأعياد ، اليوم كثرت الرايات ، وأصبح لكل مجموعة رايتُها التي يستظل بها ، لماذا هذا التشتت المحلي والعربي؟ أيةُ لعنة أصابتنا؟ حتى عبارة الوطن العربي استبدلناها بعبارة الدول العربية الصديقة وقد لا تكون كذلك.

قد يقول عني البعض متشائماً ، لكنني أذكر حقيقة و واقعاً أصبحنا نعيشه ، إنني أتمنى أن تسقط كل الرايات وتبقى راية الوطن ، أتمنى نعود إلى العزف على وتر واحد ونغني معاً بلادي بلادي فداك دمي