بانتظار «تأبّطَ حَجَراً»!!
حيدر محمود
17-02-2022 12:38 AM
لِيَكُنْ هذا الحَجَرُ المُنتظَرُ،
الطَّعنةَ في حَلْقِ «العالم»،
واللَّعْنةَ في كُلِّ جَبينْ!
فلقد أشقانا «هذا العالمُ»..
أَشقانا جدّاً..
وَسَقانا المُرَّ: قروناً.. بَعْدَ قرونٍ..
بعد قُرونْ!
والحقُّ علينا نحنُ.. أَقول الحقَّ..
فقد جاءَ إلينا، والدُّنيا غارقةٌ في العَتْمةِ:
طِفْلاً منبوذاً، مكسورَ الخاطرِ،
لا يَعْرِفُ من أَين أَتى..
فَتَبنَّيناهُ.. وربَّيناهُ على «العِزِّ»،
وعلَّمناهُ المَشْيَ، وعلمناهُ الرَّمْيَ،
وعلَّمناهُ ركوبَ الخَيْلِ،
وعلّمْناهُ الشِّعْرَ، وعلّمناهُ.. وعلّمناهُ..
ولكنْ: حين اشتدَّ السّاعِدُ،
كانت أولُ ضَرْبةِ سيفٍ،
في رأسِ أبينا الطّيبِ «قَحطانْ»!
فلم نَفْعَلْ شيئاً..
وتحدّانا في الشِّعرِ، فلم نَقْوَ عليهِ،
تحدّانا في السِّحْرِ.. فَسَوّانا خِرفاناً
يذبحُها الواحدَ، تِلْوَ الآخرِ..
يا عالمَنا «العربيَّ»، ويا عالمَنَا «الإسلاميَّ»
تُرى؟! هل مَرَّ بِكُمْ مقتولٌ
يشكو قاتِلَهُ للسّكّين؟!
قَتَلَتْنا طيبتُنا.. والطِّيبةُ ضعفٌ
إنْ لم يَحْرُسْها السَّيفُ..
وهذا «العَالمُ» مَسْكونٌ بالحِقْدِ على الضُّعفاءْ
وشديدُ البَطْشِ بِهِم..
تُوغِلُ كالوَحْشِ أظافِرُهُ، في الظَّهْرِ المكشوفِ،
وتُمعِنُ في الصَّدرِ العاري الأَنيابُ السَّوداءْ!!
فَمتى نتخلّصُ من هذا المَرَضِ المعلونْ؟
ومتى «نَتأبَّطُ حَجَراً»
وتكونُ السِّنُّ بألفِ فَمٍ؟!
والعَيْنُ.. بمرج عُيونْ!!
* «إلى أهلنا الصّامدينَ الصابرين في القُدس، وسائرِ مُدن فلسطين!»
(الدستور)