الارتقاء بالأردن إلى مصاف الدول المتقدمة
الدكتور خلدون راغب الخطيب
16-02-2022 10:57 AM
العلم يتقدم بشكل سريع كالبرق وستفرض التكنولوجيا الحديثة نفسها على العالم أجمع ، وما هو ليس متاح في الوقت الحاضر من تكنولوجيا سيكون متاح في المستقبل القريب إلى الجميع في أنحاء العالم ، وأمام الدول طريقين الطريق الأول طريق التقدم والازدهار والرقي والتكنولوجيا أو الطريق الثاني طريق البقاء على ما هو عليه ، أنظروا إلى القدوة العظيمة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة التي تسعى بكل جهودها إلى الريادية والتقدم والتكنولوجيا والإبتكار بأقصى درجاتها وتوظيف هذه العلوم والتكنولوجيا الحديثة لخدمة الوطن والمواطن ، أمنيتي أن أغمض عيناي ثم أفتحها وأجد كل أبناء وطني الحبيب الأردن متحدين متكاتفين يد واحدة كالبنيان المرصوص في الخير وبناء الوطن وفي خدمة الوطن والإرتقاء بالوطن إلى الأمام ليكون الوطن الغالي بمصاف الدول المتقدمة التي يفخر بها الجميع إنشاءالله .
أنظروا إلى الدول القدوة في التطور والتقدم والبناء بناء المواطن المحور الأساسي لعملية التطور والتقدم ومن هذه الدول العظيمة الدول الإسكندنافية وأخص بالذكر فنلندا الدولة الرائدة في مجال التربية والتعليم .
فنلندا أفضل دولة في العالم في التعليم الإبتدائي والإعدادي والثانوي ، ومن أجل ذلك كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة إلى الريادة وأول دولة عربية تطبق نظام التعليم الفنلندي ، ودولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة إلى الريادة والتميز وأول دولة عربية تطبق كادر المعلمين الفنلندي الذي ينصف المعلم ويجعله في قمة العطاء والسعادة والأرتياح من أجل أن يبدع المعلم في المسيرة التعليمية *
ندعو الله أن تنتقل عدوى هذه الدول الرائعة لبلداننا العربية وبالأخص الأردن ، ولكن كيف تنتقل العدوى الجميلة إلى بلداننا والقائمين على التربية والتعليم هم من يسعون إلى خراب التعليم وتدميره ، كيف نتطور والمعلم مستاء من معيشته ، والبنية التحتية التعليمية متمثلة بالمدارس من أسوأ المرافق في العالم *
فنلندا ، السويد ، هولندا ، سويسرا دول بلغت المجد وتربعت ضمن قائمة العشر الأوائل عالمياً من حيث البنية التحتية ، التنمية ، الرعاية الصحية والتعليمية ، والإهتمام بالإستدامة وبالبيئة والحيوانات و.....*
وهناك أمثلة كثيرة في العالم لقادة من العظماء في التاريخ الذين أنقذوا بلدانهم من الفقر والديون وجعل بلاده من الدول المتقدمة ومنهم دولة مهاتير بن محمد سياسي ماليزي وهو رئيس وزراء ماليزيا السابع ، وأيضًا كان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003 ، وتعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا ، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا ، امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما ، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964 ، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003 .
كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير ، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاع الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي ، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات .
هؤلاء القادة الذين يخلّدون في التاريخ العالمي وذلك لإنجازاته العظيمة الرائعة في بلاده ماليزيا ، يا حبّذا لو يتعلم أبناء بلدي من هذا القائد العظيم ولو جزء بسيط من إنجازاته ويقتدون به ويحذون حذوه في التطوير ورفع مستوى البلاد إلى أعلى القمم ***
لماذا لا نحذوا نحن أبناء الأردن حذو هؤلاء الزعماء الذين رفعوا بلادهم إلى أعلى القمم ؟؟؟
يقول العالم الياباني دبليو. إدواردز دمينغ أن خمسة وثمانون في المئة من أسباب الفشل هي أوجه القصور في الأنظمة والعمليات وليس الموظف . ويتمثل دور الإدارة في تغيير العمليات بدلاً من حث الأفراد على القيام بعمل أفضل .
هذا المحترم الفاضل إدوارد ديمنغ نجحت تجربته في اليابان ليس بنظرياته ولكن بشعب يريد أن يخرج من محنة الهزيمة والانكسار ليصبح شعب يدعو إلى الإعجاب والانبهار .
الإرادة تختار مقوميها وكل مقومات العالم لا تخلق إرادة وهذه مشكلتنا العربية . في عالمنا العربي من هو أفضل من ديمنج ولكن أين هي الإرادة
Where is a will , there is a way
اليابان دولة تحدت العالم بمخترعاتها وصناعاتها وإنجازاتها .
مثلا عندما تلغى تراخيص وتغلق مشاريع هل وجدت من زارك أو إتصل بك لحل مشكلتك . في دول أخرى تجد أكثر من جهة تقف معك وتدرس نقاط القوة والضعف وتساعدك على إيجاد حل لمشكلتك وفي بلداننا العربية تجد من يتباهى بعدد المؤسسات التي قام بقفلها .
إن هذا الوطن الأردن هو أكبر منا وأكبر من همومنا ، ومهما قمنا به من عمل فلن نستطيع أن نردّ له بعض من جميله ، إنسوا همومكم الذاتية وإجتهدوا وأبدعوا في خدمة الوطن وسيأتيكم الثمن الجميل من الله طال الزمان أم قصر *
* مستشار التخطيط والتطوير المؤسسي