المملكة الرابعة .. هل تتجاوز التحديات والشدائد وتبني الأردن الجديد؟
محمد مناور العبادي
16-02-2022 10:52 AM
رغم ضيق ذات اليد، واستفحال الأزمة المالية العالمية، وضخامة المديونية الأردنية، وازدياد التحديات الأمنية على حدود الوطن الشمالية مع سوريا، ورغم ان الأردن يقع في منطقة ملتهبة مضطربة تسودها الفوضى، الا ان الملك عبد الله الثاني كعادته دائما تجاوز كل ذلك، وصمم ان يكون ترياقا لشعبه، من كل المنابت والأصول، وفي جيع مواقعهم في المدن والارياف والبوادي والمخيمات، ليعبر عن مشاركته أبناء اسرته الأردنية الواحدة، وتضامنه معهم للتخفيف من معاناتهم، التي هي الشغل الشاغل للملك منذ فترة طويلة.
وللتخفيف من وقع معاناة الأردنيين هذه، جاب الملك اقاصي الأرض، لتعزيز مكانة المملكة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتفعيل دورها الإيجابي في الحفاظ على امن واستقرار المنطقة والاقليم، واجتذاب الاستثمارات والمساعدات العربية والدولية، ودعم العملة الوطنية، وفتح أسواق جديدة للعمالة والمنتجات الأردنية، عبر ابرام اتفاقيات ثنائية وجماعية، جعلت الأردن والاردنيين في بؤرة الاهتمام الدولي، كدولة تغيير استراتيجي إيجابي في المنطقة، تستهدف ليس خير شعبها داخل المملكة وخارجها فحسب، بل شعوب المنطقة كلها، لتحقيق الامن والاستقرار والازدهار فيها بدعم دولي ينعكس إيجابيا على العالم كله.
وترافق التحرك الوطني الملكي، عربيا وإقليميا ودوليا، مع سياسات محلية رشيده، وحزم من المبادرات الملكية السامية، ذات ابعاد مالية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وزراعية وخدمية، شملت كل الأردنيين المدنيين منهم والعسكريين وفي جميع مواقعهم في طول المملكه وعرضها خاصة في المناطق النائية منها.
هذه المبادرات الملكية المنوعة، جاءت في لحظة تاريخية صعبة، اكدت للاردنين مدى عمق المحبة المتبادلة بينهم وبين قائد المملكة الرابعة الملك عبد الله الثاني، الذي يسير على خطا الهاشميين الأوائل، في اعتبار الأردنيين، من كل المنابت والأصول، وفي جميع مواقعهم في الوطن وخارجه، رافعة حقيقية للمملكة الرابعة، وترياقا شاف لها، يمكنها من السير بخطوات ثابتة، ذات أسس متينة، وبدعم عربي ودولي، لترتقي بمواطنيها ومكانتها الدولية، ليكون لها حضور فاعل وفعال ومرموق، في المنظومة العربية والدولية الجديدة.
لقد مهد الملك لكل ذلك، وخطط له بدقة، منذ ان امر بفتح أبواب الديوان الملكي لكل الأردنيين، حتى اصبح محجا لجميع القطاعات والفعاليات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات التطوعية في المدن والارياف والبوادي والمخيمات، التي وجدت في رحاب الديوان، من يستمع لمعاناتهم وطموحاتهم، وينقلها بصدق وامانة وجرأة، الى مسامع الملك، فكانت لقاءات الخير في بيت الأردنيين، افضل تعبير عن الديمقراطية الشعبية الجديدة، والحوار المباشر، بين القيادة والشعب بدون وسيط.
هذه هي قيادة المملكة الرابعة، التي ترى في القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي – والشعب الأردني من كل المنابت والأصول، رافعة حقيقة راسخة ثابتة وطيدة للنظام ، وترياقا له ، حين تدلهم الخطوب ، وتجتمع قوى الشر ـ في محاولة لزعزعة العلاقة التاريخية بين القيادة الهاشمية وأبناء الأسر ة الأردنية الواحدة، ذات الجذور الدينية والشرعية والشعبية ، وعلى مدى عشرة عقود من المحبة المتبادلة ، والإخلاص والتفاني والعمل معا ، لتجاوز كل التحديات، رغم ضيق الإمكانيات وشح الموارد، وضخامة الشرور. والمحاولات الشيطانية للعبث بأمن واستقرار المملكة الرابعة ومواطنيها..
ودوما كما يقول الحكماء وكما تؤكد مسيرة الدولة الأردنية ، منذ ان كانت ، فان الشدائد تضخ دماء جديدة في كيان الدولة ، تجعلها اكثر قدرة على مواجهة المزيد من التحديات ، وبالتالي اكثر قدرة على الصمود ، وتحقيق طموحات الأردنيين وامالهم ،في دولة عصرية ، وضع الهاشميون أسسها الثابتة ، وقام الملك عبد الله الثاني بتصليب هذه الأسس ، وتمتينها ،عبر عصرنتها وتحديثها ، وفق متغيرات العصر ،ليبقى الأردن ، كما يريده الأردنيون قلعة شامخة ، ودولة محورية ،تروم كل الخير لشعبها وامتها والعالم .
هذه هي المملكة الرابعة التي أصبحت ، رغم المعاناة ، نورا في المنطقة ، ونيرانا على أعداء الامن والاستقرار والازدهار .. والتي ستتجاوز كل المحن ، بفضل صمود الشعب الأردني وقيادته ، ودعم الحلفاء والأصدقاء ، لبناء الأردن الجديد المزدهر بكل من وما فيه
* صحفي وباحث