جدلية بدء الفصل الدراسي الثاني ورسائل التطمين المطلوبة
فيصل تايه
15-02-2022 10:56 AM
ما زال العديد من اولياء أمور الطلبة في مراحل التعليم المختلفة يبدون تخوفات كبيرة ، ما بين المخاطر الصحية من عودة أبنائهم إلى المدرسة في ظل التسارع المجنون والتفشي غير المسبوق لتمحور "اوميكرون" وتدارك تعلم ابنائهم حضورياً او ما اصطلح على تسميته "وجاهياً او مدمجاً" ، او التريث قليلاً تحسباً من إزاحة أخرى لموعد بدء الفصل الدراسي الثاني ، لكن معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس "حسم الأمر" وبعث برساله صريحة مؤكداً أن لا تغيير عن قرار عودة الطلبة إلى محاضنهم في العشرين من الشهر الجاري من اجل ممارسة حقهم في التعليم وتمكينهم من السير قدما لاستكمال مستقبلهم التعليمي وتسخير كل الإمكانات لديمومة المسيرة التعليمية واستمراريتها.
اننا ونحن نتحدث عن العودة الآمنة لأبنائنا الطلبة لمدارسهم لا بد من التذكير أن أزمة "كورونا" لم تنتهِ بعد ، فقد اصبحت جزء من حياتنا ، ولا بد من التعايش معها بحذر مع ضرورة الأخذ بالاحتياطات اللازمة ، كما باقي الدول التي اعلنت عن ذلك ومضت الى العودة الى حياتها الطبيعية دون تردد ، لذلك فمن الضرورة بمكان العودة التدريجية الى حياتنا الطبيعية ، حيث تتجه الحكومة وفي غضون الايام القادمة لاتخاذ الإجراءات التخفيفية وازالة بعض القيود الخاصة بجائحة كورونا ، وهذا يستوجب ارسال رسائل تطمين توجه في مضمونها الكثير من المعاني الايجابية اذا أردنا التأكيد على عودة وجاهية آمنة ، فما زلنا نتحدث على أن التحصين يكمن في "اللقاح" الذي هو أحد أهم الوسائل الفعالة للحد من تفشي هذا الوباء الفتاك ، والمواطنون متفهمون ذلك تماماً فلا يساورهم أدنى شك في سعي الجهات المختصة لتحصين الجميع ومن كافة الفئات العمرية ، فذلك هو الطريق الوحيد للحد من انتشار المرض وتقويضة ، وبما أن دوام الطلبة للدراسة حضورياً هو قرار لا بد أن يتحمل مسؤوليته الجميع ، ولضمان وجود نهجِ مناسب وفعال للحفاظ على صحة وسلامة الجميع في المدارس عند استئناف الدوام الاعتيادي في العشرين من الشهر الجاري ، وان اللقاح شمل أكبر عدد ممكن من منسوبي وزارة التربية والتعليم من هيئات ادارية وتدريسية والعاملين في قطاع التعليم ، فمن الضرورة بمكان استكمال إعطاء المطعوم للطلبة ونشر المزيد من التوعية حيال ذلك ، ما يحفظ سلامة المجتمع التعليمي بالكامل وهذه من أهم الضرورات الحتمية التي تتطلبها طبيعه المرحلة القادمة .
ما تحتاجه وزارة التربية والتعليم بالفعل وضمن الظروف الحالية هو تظافر الجهود المخلصة التي يمكن ان تتقدم لمساعدتها في تجاوز هذه المرحلة ، فلا يجب ان نقف مكتوفي الايدي متفرجين نرصد ونتابع ونتصيد الاخطاء ببيانات عقيمة ، ونظهر من على شاشات القنوات الاذاعية والتلفزيونية والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ننتقد كل خطوة وكل إجراء من أجل مشاغلة الوزارة عن اولوياتها ، دون النظر الى حجم كل تلك التحديات ، فنحن جميعاً ابناء وطن ومؤسستنا التربوية العتيدة وهي تواجه كل هذه التحديات تحتاج لجهود الشرفاء من ابناء هذا الوطن الاشم ، من مؤسسات مجتمع مدني وجمعيات وهيئات ومنظمات وقادة مجتمع ومعلمين واولياء امور وغيرهم لمد يد العون والمساعدة ، حيث المسؤولية هي مسؤولية مجتمعية مشتركة ، كما وان كل الحلول سيكون لها كلفة باهظة وجهد استثنائي نتيجة التجاذبات الحاصلة جراء تطور الوضع الوبائي ، ولكن علينا أن نضع صحة ابائنا الطلبة في أولوياتنا ، كم ويجب العمل على تحسين القدرة على استعادة ثقة الطلبة واولياء أمورهم بالمدرسة ، التي هي مأمنهم وملهمتهم ، ما يتطلب تظافر الجهود الطيبة لكافة العاملين بالمدارس .
اننا ونحن ماضون بكل همة ومسؤولية نحو العودة للتعليم الوجاهي في غضون الايام القليلة القادمة ، فان وزارة التربية والتعليم قد رفعت درجة استعدادها وسخّرت كافة إمكاناتها لجهوزية المدارس من أجل استقبال الطلبة والكادر التعليمي ، فتم وضع الخطط طبقاً لأفضل الوسائل الوقائية حرصاً على سلامة الجميع في ظل استمرار جائحة كورونا ، فما تتطلبة طبيعة هذه المرحلة وقفة جادة لكل الفعاليات التربوية ، ليظل الرهان على التعليم وضمن هذه الظروف رهانا على المستقبل ، في ملحمة يتداخل فيها العطاء بالصمود امام هذا الشر الماحق ، وفي ذلك ، فان الجزء الأكبر من المسؤولية مترتبة على المدارس واداراتها ، كما وتقع على وزارة التربية والتعليم مسؤولية مراقبة آلية العودة والدوام وتطبيق الإجراءات من خلال مديريات التربية ، لذلك فالعامل الوحيد الذي سيلعب دوراً في نجاح العودة أو فشلها هو الانضباط ، حيث من المؤمل ان تلتزم ادارات المدارس بالبرتوكول وبالإجراءات والعناية بالصفوف من خلال توفير بيئة صفية صحية اولا ، وهذا سيؤدي الى نجاح خطة وزارة التربية والتعليم ، وأن تكون كل مدرسة مسؤولة عن طلابها وكادرها الإداري والتدريسي بغضّ النظر عن أداء الدولة لواجباتها ومراقبتها فالالتزام والانضباط سيكون بمثابة نموذج ناجح وبالتالي يمكن للمدرسة أن تكون نموذجاً جيداً في حال الالتزام والتقيد بالإجراءات والوقائية.
واخير فإنني ادعو كافة المواطنين ان يمتلكوا حالة يقين بان الدراسة مستمرة باذن الله كما اعلن معالي الوزير ، وان تنتهي الجدلية القائمة بهذا الخصوص ، وبالتالي فالتعلم الوجاهي سيسير بصورة جيدة ، وفقا لمؤشرات وتقارير التي ترد الوزارة من مقيمي وحدة المساءلة وضبط جودة التعليم اضافة الى فرق الرقابة الداخلية المخصصة لكل مديرية من مديريات التربية التي تجوب المدارس من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب اضافة الى تقارير المشرفين التربويين اليومية ، حيث تؤكد على المدارس قادرة على توفير كافة التدابير الاحترازية للطلاب والطالبات خلال فترة وجودهم في المدرسة وهي على استعداد تام من حيث الجاهزية اللوجستية من بنية تحتية وكتب ومقاعد واحتياجات لوازمية وغيرها .
بقي ان اقول ان لا بد من تسجيل شهادة فخر واعتزاز بالمعلم الاردني الذي هو دائماً فارس المَوقف في كل الظروف والاحوال ، وبما يمتلك من ادوات في مواجهة هذا العدو الفتاك ، فأي نجاح ظاهري تحقق او سيتحقق يَعود لِفرسان الميدان وسَدَنَةِ هذا الجيل ، والذين نعول عليهم دائما في النجاح في اختِبار كُورونا ، لذلك فهم اختاروا انتمائهم لمهنتهم في تَعليمَ الجَميع وفق ما يمليه عليهم ضميرهم ، فقد رَبِحوا المَعرَكة يَوم أَرادوا أن يَكونوا هُم ابناء الوَطن الغيارى ، فبدا ذلك واضحا خلال تجربتهم في الفصل الدراسي الاول ، وللامانة ، فالكثير من المُعلِّمين يسجلون بفخر الكثير من " قصص النجاح الموثقة" التي كانت مصدر الهام وفخر .
أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن ، ووفقنا وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا الغالي من أي مكروه .