يا سيدتي...
لألف إمرأة قلتُ: أحبك!
وظننتُ حقا أني أحب،
وتوهمتُ الحبَّ سماءَ الملائكة،
وأرضَ الأنبياء،
وبحرَ الحوريات،
وجزيرةَ السندباد.
وتوهمت الحب ملكا على الإنس والجان،
ورئيسا على العبيد والسادة،
وسلطانا على البحر والريح!
وتوهمت الحب نشوةً لا تنتهي بصحوة ألم،
وفرحةً لا تختتم بدمعة ترح،
وغناءً فيروزيا لا ينتهي بصراخ طفولي؛
فكذبتُ على ألف إمرأة كذبة الحب!
وعذري: توهمتُ أني أحب!
وتفسيري: تخيلتُ أني أعشق!
وتبريري: تصورتُ أني أهوى!
فلا أقول لك: أحبك!
كي لا تتكرر المأساة!
وكي لا يعاد التاريخ!
على أنني أقول لك: أنا أفكر بك!
أسأل عن برجك!
أنا مهتم بك!
أتقصى خبرك!
أقتفي أثرك!
لا أراقبك!
أنا حالم بك!
أحلم بأحلامك!
أنا سائل عنك:
أأنت بخير؟
أأنت كما أنت
في آخر مرة التقيتك:
ذكية ولماحة وحكيمة ورزينة؟
وأسألك:
هل من روح مرجانية أجمل منك؟
هل من قمر فضي أبهى منك؟
هل من غزال ذهبي أرشق منك؟
يا سيدتي...
لأول مرة رأيتك...
تاهت عيناي في غيمات وجهك الحنطي البسَّام
وتناثرت نظراتي على ضفاف خدك الرماني الضحَّاك
والتهبت نفسي بحمم حضورك البركاني!
فأنذرتني نفسي: إياك وخديعة الحب!
أيا مهندسة الحب والعشق بسحر عينيها النجميتين
أنا من دونك نصف إنسان...
نصفي الأول ياكل ويشرب وينام
ونصفي الثاني على باب قلبك
يتوسل فيك الحب والعشق
أيا مولعة الهيام والهوى بدفء الكلم
أنا من دونك صدى فراغ أثيري!
وظل خيال شاحب!
وحرف محذوف بكل أحوال الإعراب!
فتحذرني نفسي: إياك وزيف الحب!
ملاحظة:
النص الأدبي أعلاه ليس بشعر حر ولا بشعر عمودي؛ وتحديد جنسه أتركه للمختصين، ولو قالوا عنه بأنه لا يمت للأدب بصلة لما اعترضت.