منذ سنوت عديدة تعاني الصحافة الورقية في بلدنا من ازمة مالية تزداد عاما بعد عام , حتى اصبحت غير قادرة على توفير رواتب الصحفيين والعمال العاملين فيها الا بعد مرور عدة اشهر وبذلك اصبحت الصحف مهددة بالتوقف عن الصدور مؤقتا او نهائيا. او انها ستلجا إلى الخيار المرفوض وهو أنهاء خدمات عشرات الصحفيين والعاملين فيها وقطع رزقهم، وهو ما لم تلجأ له صحفنا الوطنية.
الصحافة الورقية العريقة صاحبة المواقف الوطنية التي تدافع عن الوطن بالكلمة والتي لم تتخاذل يوما وفي احلك الظروف التي مر بها الوطن عن شجاعة اتخاذ مواقف وطنية وبقيت صامدة بإدارتها وصحافييها وعمالها لم تبدل ولم تغير وبقيت تدافع عن الوطن بكل مكوناته. مثل هذه الصحافة ليس من المعقول ولا المقبول ان تتخلى عنها الدولة وتتركها تلفظ انفاسها الاخيرة، بعد تاريخها الطويل وبعد عقود من الزمن وقفت خلالها مواقف جليلة تلبي نداء الوطن بالكلمة واقلام كتابها الذين يشهد لهم القاصي والداني بصدق انتمائهم ووطنيتهم وحرصهم على ان يبقي الوطن الأردني عظيما وكبيرا وعزيزا.
واليوم فان صحفنا لا تزال تعاني وتزداد خسارتها كثيرا وهي في حقيقة الامر وقبل الكورونا كانت تتعرض لخسائر شهرية لقلة الموارد من اعلانات واشتراكات او اي دعم يساعدها على الاستمرار في الصدور حتى لو ان هذا الدعم يكفي كلفة الطباعة ومستلزماتها ورواتب للعاملين فيها.
ان الضرورة تقتضي ان تواظب الصحف الأردنية على الصدور بدعم الحكومة ماليا، خاصة وان مجلس الأمة بجناحيه يطالب بهذا الدعم.
ان دعم الصحافة يعني اخراج احدى ادوات القوة الأردنية الناعمة من الانعاش وانطلاقها بقوة لتطوير ادواتها وعصرنتها ولاداء واجباتها الوطنية الجديدة الملحة.
تعتمد الصحف الورقية في الصدور على المعلن والاشتراكات التي تضعضعت كثيرا لأسباب مختلفة، أحدها تأثير الكورونا على الشركات التي كانت تعلن وتروج لمنتجاتها.
واذا بقيت حال الصحف الورقية معلقة على هذه الوضعية، فهذا يعني اننا سنفقد احد اركان وضرورات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لن يقبل صاحب القرار أن تتوقف صحيفة كالرأي، اسسها الشهيد وصفي التل عام 1971 لأنه اراد آنذاك ان يكون في الأردن صحافة تدافع عن الوطن.
ولن يقبل صاحب القرار ان تتوقف صحيفة كالدستور التي كانت اول صحيفة اردنية يومية تصدر في الستينات من القرن الماضي . ووقفت الى جانب الدولة في احلك الظروف واقساها. وعاشت من وارداتها 55 عاما بالتمام والكمال، لم تكلف الدولة خلالها فلسا واحدا، لا بل كانت تدفع ضرائبها ورسومها قبل الجميع.
الحكومة مطالبة بان تقدم الدعم المالي المطلوب، واقترح ان تعمل الحكومة ملحقا للموازنة تخصص فيه دعما لكل الصحف الورقية اليومية، واعتقد ان هذا هو الحل الوحيد لبقاء صحافتنا مستمرة عزيزة كريمة.