ليث شبيلات .. رحمة بنفسك وبالشعب الأردني
د. أسامة أبو الرب
14-02-2022 01:02 PM
قبل أشهر شاهدت بثا مباشر للمهندس ليث شبيلات على صفحته بالفيسبوك، وقد كان هذا أمرا جديدا بالنسبة لي، إذ لم أكن أعرف أن له هكذا نشاط على السوشال ميديا. ويبدو أن اللايفات قد بدأ بها منذ وقت ليس بطويل.
شاهدت جزءا من اللايف وقتها، ولكنني لم أكمله، فصيغة الأنا -وما يصفها البعض بالنرجسية- في خطاب أبي فرحان كافية للتشويش على أية رسالة يسعى إلى إيصالها، هذا إن كانت هناك رسالة من الأصل.
قبل شهر ظهر تسريب صوتي لليث شبيلات، يهاجم فيه الإسلاميين ونفسه، ويقول "يا شباب لا تصدقوا الإسلاميين وكذبوا أول واحد هو أنا.. كذبوا كل قيادات الإخوان المسلمين.. ليس لنا علاقة بالدين أو علاقة بخدمة الدين .. أصحاب مصالح.. نحن الإسلاميون المجرمون.. الله لا يوفقكم والله لا يوفقني معكم.. بئس الرجل الذي قبلت أن أكون منكم لا حول ولا قوة إلا بالله".
وقتها لم أفهم مناسبة هذا الحديث، والذي لن أناقشه هنا، فالإسلاميون عموما وجماعة الإخوان المسلمين خصوصا لهم كل التقدير، وهم إحدى ركائز المجتمع الأردني. وهم مثل جميع فئات المجتمع والتوجهات السياسية، يوجد لهم إيجابيات، وسلبيات، وشبيلات كان منهم، ولطالما دعموه، وليس مفهوما هذا الانقلاب عليهم اليوم.
ما يهمني من تصريح شبيلات وقتها وصفه نفسه بالكذب والإجرام، وفقا لكلامه.
قبل أيام ظهر ليث شبيلات في لايفات جديدة، طلب فيها التفويض من الأردنيين، وقال إنه عاد من تركيا لاسترداد أموالهم. ويبدو أن شبيلات يستمر في مفاجأتي، فانا لم أكن أعلم أنه انتقل منذ فترة للعيش في إسطنبول.
اللايفات الحديثة التي شاهدتها لشبيلات كانت محزنة بالنسبة لي، فهي لرجل على مشارف الثمانين، وهو يتكلم تارة ثم يبكي تارة، ثم يهاجم الشعب الأردني تارة، ثم يحكي قصصا عن أشخاص إما غادروا إلى الحياة الآخرة، فلا يمكنهم تأكيد أو نفي القصة، أو لأشخاص ما زالوا موجودين، ولكن طبيعة مكانهم في الدولة يجعل من الصعب أو شبه المستحيل عليهم الرد على شبيلات، نفيا أو تأكيدا.
بعد عودته ذهب شبيلات وزار قبر المرحوم الشيخ حديثه الخريشا، وبث من هناك لايف، في إقحام لذكراه في أجندة شبيلات. وهو أمر تطلب رد ابن المرحوم العين جمال حديثة الخريشا.
العين جمال الخريشة استنكر الزيارة لقبر والده دون أي تنسيق، قائلا: "يبدو أنها تهدف لإستغلال اسم والدي، باعتباره من رجالات الوطن المؤسسين، لغايات لا نعلم مغزاها وأسبابها".
خطاب شبيلات استند في جزء كبير منه على مزاعم وثائق باندورا، وهو أمر لن أناقشه هنا، إذ سبق أن كتبت عنه في مقال سابق وفندته.
خطاب شبيلات الموجه للأردنيين يدعونا للحيرة، فهل نصدقه؟ أم نصدق ليث شبيلات الذي تحدث في التسريب، والذي قال "يا شباب لا تصدقوا الإسلاميين وكذبوا أول واحد منهم هو أنا.. نحن الإسلاميون المجرمون.. الله لا يوفقكم والله لا يوفقني معكم.. بئس الرجل الذي قبلت أن أكون منكم لا حول ولا قوة إلا بالله".
وهل تغير شبيلات الجديد ولم يعد "بئس الرجل" حتى نتبعه ونصدقه؟
هجوم شبيلات على الدولة الأردنية، وعلى الشعب أيضا، الذي قال إنهم دفعوه للهرب إلى تركيا، مليء بالتناقضات، وفي نفس الوقت يدافع عن بشار الأسد الذي -وفقا للطرح الإسلامي أقلها الذي يتدثر به شبيلات وليس لكلامي- هو مجرم قتل وشرد الملايين من شعبه.
شبيلات في 2018 دعا رئيس الوزراء وقتها عمر الرزاز إلى إعادة العلاقة مع سوريا الأسد، وطلب الصلح والمسامحة، في بوست طويل يختمه بالقول "كفى كفى ! سبع سنين عجاف حرم فيها الشعب الأردني من جذوره الشامية".
شبيلات كان الأولى وقتها أن يحمد الله على أن الشعب الأردني حُرم من البراميل المتفجرة، التي كانت ستسقط فوق رأسه، لو كان من يحكمه الأسد، الذي طالب الحكومة بالاعتذار له!
مرة أخرى، أنا لا أناقش هنا الأزمة السورية، ولكنني أرى أن الدفاع عن وطلب الصفح من بشار الأسد، هو نفاق.
أمس كان لشبيلات بث مباشر، وقد ذهلت مما قاله، من مهاجمة الأردنيين تارة، ثم استعمال كلام بذيء، اضطرني لأن أعيد المقطع عدة مرات، وفيه يرد على متابع قال إن شبيلات "اختصر الشعار"، فكان رد شبيلات على اللايف بأن هاجم المتابع واصفا إيها بأنه ولد صغير، ثم قال " انا عملت للشعار compression، عملت للشعار zip، ولكن بالانجليزي طبعا!".
ظهور شبيلات محزن، وأرجو ان يتقبل هو النصيحة هذه المرة، بأن يتوقف عن الظهور، فهو يسيء بهذا الكلام لشخصه وسنه وعائلته. فضلا عن الإساءة للشعب الأردني، الذي قال في لايف الأمس إن "الأوروبيين لديهم رجال، فهل لدى الأردنيين رجال!.. الحمد لله الذي بعث لي تركيا أهرب إليها ولا أعيش بينكم!".
لا أفهم معنى الرجولة التي يريدها شبيلات، فهل هي أن ندمج الأردن مع جذوره الشامية ونحصل على البراميل المتفجرة؟ أم إسقاط الأردن؟
شبيلات قال إنه هرب إلى تركيا بسبب الشعب الأردني، ونحن نقول له إنك محظوظ، إذ أنك تملك المال والعلاقات للهرب إلى أي مكان في العالم، إذ سقط البلد لا سمح الله.
أبو فرحان العزيز، رحمة بنفسك وبالشعب الأردني، توقف عن هذا الكلام، توقف رحمة بنفسك وعائلتك وسنك، وتوقف من أجل الشعب الأردني الذي تعامله باستحقار، والذي ليس عنده رفاهية الهرب إلى تركيا إذا سقطت البلد.