في الحياة يعطى العدد واحد قيمة كبرى ! ففي الأديان ، الله واحد وفي اللغة، الواحد نقطة البدء، وفي القيمة الحقيقية، الواحد يكبر بذاته، فيقال إنه واحد كبير، لا يحتاج أحدا ، بل يحتاجه الآخرون. فالقائد مثلا يكبر من خلال رؤيته وجهده، وقدرته على التأثير في الآخرين . ولذلك لدينا قائد عظيم، أو رئيس عظيم، أو شارع عظيم، أو جمهور واحد عظيم 1.
لكن لدينا مشكلة مختلفة مع الواحد في كل من الإدارة الأردنية والرياضيات. فالواحد لا يكبر بذاته ،بل بعزوته وأنصاره ومحاسيبه.
ولنأخذ الرياضيات:
-الواحد يكبر بالصفر فيصبح عشرة.
-ويتمدد لصفرين ويصبح مائة.
-ويتعملق بثلاثة أصفار ويصبح ألفا !!
فكيف للأصفار أن تعطي قيمة لأحد ؟ وفي الإدارة، وأقتبس من الشاعر د. طي حتاملة:
عار أن يجمع الواحد بجانبه أصفارا كي يصبح " ألف " !!
هذا ما يحدث في إدارتنا !! كل مواطن خير الإدارة العامة شاهد هذه الأصفار بجانب الواحد !!
-مساعد المدير، صفر
-الرجل الثاني صفر
-عضو المجلس صفر
تتجمع الأصفار، ولا قيمة ذاتية لها، لكنها تعطي قيمة لذلك الواحد، تستمد نفوذها منه ولكنها لن تتحول إلى واحد إلا إذا سقط الواحد، فيستبدل بأحد الأصفار، فالأصفار كسائر خلق الله تربي، وتسمن، وتحتل مكان الواحد، وهكذا تتكون أو تتوارث الأصفار في مؤسساتنا ، وكل صفر يتنمرد فقط على العاملين الناشطين من أصحاب الرؤى.
فالأصفار تطفو، والأخيار يغرقون.
هذا طبيعي ومفهوم، لكن ما ليس مفهوما هو : هل يمكن للأصفار أن تصنع التطوير والتغيير ؟