طبول الحرب بين روسيا واوكرانيا
د.خالد يوسف الزعبي
13-02-2022 12:36 AM
بدأت طبول الحرب تشتد في المواجهة العسكرية، روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واوكرانيا من جهة أخرى في الصراع على اوكرانيا، تلك الدولة التي انفصلت عن الإتحاد السوفيتي بعد تفككه وانهياره وتكوين دول..
إن أمريكا وأوروبا تريد وضع قدماً عسكرياً لها على حدود روسيا في اوكرانيا بانضمامها الي حلف الناتو، بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية لكل من أمريكا وأوروبا بتدمير القوة العسكرية الروسية في السيطرة على شرق أوروبا وخاصة الدول التي انفصلت عن الإتحاد السوفيتي السابق.
لكن روسيا بقيادة بوتين ترفض التدخل العسكري في اوكرانيا اوانضمامها الى حلف الناتو لان ذلك يشكل خطراً على مستقبل روسيا عسكرياً واقتصاديا وسياسيا وامنيا على حدودها، وبالتالي فإن تضييق الخناق على روسيا دفعها الى إرسال الجيش الروسي الذي تجاوز عدده 130 الف جندي وضابط واسلحة ودبابات وعربات وصواريخ وتجهيزها طائرات وغواصات حربية ووضعها على حدود اوكرانيا، وهذه الجيوش قادرة على احتلال اوكرانيا كاملة خلال 24 ساعة.
واذا وجدت ان هناك صعوبة في احتلال الأراضي الأوكرانية فإن روسيا سوف تلجأ إلى احتلال أحدى المدن الحدودية مع روسيا مثل مدينة دونباس ومساعدتها على الاستقلال والانفصال عن اوكرانيا او الانظمام لموسكو كما حدث أثناء احتلال جزيرة القرم عام 2014 لكن روسيا بقيادة بوتين العنيد والقوي ترفض التدخل العسكري في اوكرانيا او انضمامها الى حلف الناتو بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية والمصالح المشتركة لروسيا بهدف ضمان الأمن الاقتصادي والدولي وتدفق الغاز والنفط الروسي والقمح والذهب الى أوروبا ضمن الملاحة البحرية الأمنة. لكن السيناريوهات المتوقعة:
أولاً. قيام روسيا باحتلال جزء من أوكرانيا من مدنها الكبيرة مثل دونباس ومساعدتها على الاستقلال والانفصال عن اوكرانيا اوانضمامها الي موسكو
وثانياً. الاتفاق بين أمريكا وأوروبا من جهة وروسيا والصين على تقاسم المصالح الاقتصادية المشتركة بينهما.
وثالثا. وفي حال فشل الاتفاق بينهما فإن ذلك يعني ان الحرب الباردة النووية بين أمريكا وروسيا عادت بقوة وان روسيا لم تعد تعترف بأمريكا قطب اوحد على الساحة السياسية والعسكرية والدولية وتريد روسيا استعادة مكانتها وقوتها على الأرض عسكرياً.
إن دعوة الرئيس الأمريكي بايدن الرعايا الأمريكية الى مغادرة أوكرانيا في أسرع وقت ممكن قبل يوم الثلاثاء القادم وفي ضوء فشل الاتصال الهاتفي بين بوتن وبايدن ورغم تهديد امريكا لبوتين انه في حالة احتلال اوغزو اوكرانيا فإن ذلك سيكون له كلفة على روسيا. لكن على مايبدو ان الرئيس بوتين سيرتكب حماقة كبيرة بإشعال الحرب واحتلال اوكرانيا. وهذا يعني احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة رغم أنني استبعد هذا السيناريو لانه مكلف لروسيا عسكرياً واقتصاديا وسياسيا وامنيا. لكن روسيا تدرك ان انضمام اوكرانيا الي حلف الناتو رسمياً سيضع بوتين في حرج كبير. وهو يدرك ان لا رجعة عن الحرب بعد إرسال هذه الجيوش على حدود اوكرانيا وكذلك يعلم بوتين ان أمريكا وأوروبا لن تدخل في مواجهة اوحرب معها كما حدث أثناء احتلال جزيرة القرم عام 2014 من قبل روسيا وأنهما سوف يتركون اوكرانيا لوحدها في مواجهة روسيا.
نأمل أن لا تقع الحرب العالمية الثالثة بينهما لانها ستكون مدمرة للبشرية والعالم وان أكبر المتضررين هو الشرق الأوسط وبالذات الدول العربية والإسلامية التي لم نسمع صوتاً لزعمائها. ان سحب الرعايا الأمريكية والأوروبية والاردنيين ودول العالم يؤكد تماماً ان طبول الحرب اصبح يسمع صوتها في دول العالم
حمى الله الأردن وشعبه
* مدير مركز الحق للدراسات القانونية والاستراتيجية.