ما زال مسلسل الاعتداء على مدينة العقبة من قبل الايدي الغاشمة والغادرة يتكرر وبنفس الاستراتيجية والطريقة والاسلوب وبنفس الوسائل سواء بالتنفيذ او التخطيط مما يدل على ان مدبري ومنفذي ومخططي هذه الهجمات يتبعون نفس الجهة التي تصدر الاوامر والتعليمات للاساءة الى الاردن ومواقفه المشرفه نحو القضية الفلسطينية او القضايا العربية .

وما يزيد الاستغراب ان الأردن الذي يتمتع بعلاقات حسنة مع جميع الاطراف ويتبع سياسة معتدلة ووسطية تجاه القضايا السياسية ، وما يتمتع به من كفاءة عالية ومتطورة في العمل الامني والاستخباري المشهود له على المستوى العالمي ، ساعدته على افشال كثير من محاولات الاعتداءات الامنية في اماكن اخرى من الوطن الا ان استمرار الاعتداء على مدينتنا الحبيبة العقبة بهذه الطريقة والاسلوب يضع امامنا عدة تساؤلات لا بد من الدفع نحو معرفة من قام بهذه المحاولة الاثمة والجبانه والتي تنم عن نفوس مريضة وغوغائية لا تسعى الا الاساءة الى امن الاردن واستقراره.

ومع هذا نرى ان الوطن كبير، يسير في خطى ثابتة معتمدا على الحس الوطني الرفيع للمواطن الأردني ، والثقة العالية من المواطنين باجهزتنا وعليه فإن الحكومة مضطرة الى الكشف عن مصدر تلك الصواريخ ، ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها أينما كانوا ، وعليها تقع مسؤولية حماية المواطن الاردني الذي لم يتوانى عن الدفاع عن وطنه ، وما يزيد الغموض في هذه الحادثة عدم تبني أي جهة لعملية الاعتداء والهدف المنشود منها .

وإن استشهاد المواطن الاردني صبحي العلاونة رحمه الله واسكنه فسيح جنانه والهم اهله الصبر والسلوان فاننا نضيفه الى قائمة شهداء الوطن الذين ضحوا وما زالوا يزكون بدمائهم الزكية تراب الوطن دفاعاً عن ثراه وحماه ، أو الذين قضوا غيلة وغدرا بعدما امتدت لهم أيدي الغدر والجهالة ، ممن لا يفرقون بين حق الانسان في الحياة وقدسيتها ، وبين خلافات سياسية لا تحل بقتل الأبرياء والمواطنين الذين يتجشمون عناء العمل القاسي لتوفير لقمة الخبز لعائلاتهم في عمل يعتبر شعبة من شعب الجهاد .

الاردن سيبقى كبيراً بقيادته وشعبه الوفي ولن ينحني لكل المارقين الذين يعيثون في الارض فساداً المحمي من الله تعالى أمام الغادرين والحاقدين ذو الاسهم المسمومة بالجهل والتغرير ، ولن ينكفىء الأردني الأبي ، ولن ينصاع لأي جهات مشبوهة لا تمثل أي حق وستبقى العقبة ثغرا أردنيا باسماً ، بعون الله وبهمة أبناء الأردن الأوفياء.

bsakarneh@yahoo.com