facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تتخفى الحكومة .. على سبيل الوزير الملثم


د. ماجد الخواجا
12-02-2022 04:55 PM

تندرت وسائل التواصل بخبر عن أحد الوزراء الذي تخفى مرتديا الشماغ وقام بزيارة لإحدى الدوائر التابعة لوزارته، وعندما أماط اللثام عن وجهه معتقدا أنه سيفاجئ الموظفين والمراجعين، تفاجأ هو أن لا أحد تعرف عليه. انتهى الخبر

الحقيقة أنني أرثي للحكومات عندما يحاول أحد أركانها التفكير خارج الصندوق الوزاري، أرثي له حين يطلب الالتقاء بأهالي منطقة أو قرية أو دائرة من دوائر الوزارة، أرثي للحكومات حين يخرج الوزير عبر شاشات التلفزة ليصرح أو يتحدث عن منجزات متخيلة لوزارته، أرثي للحكومات حين يفكر أحد الوزراء في التخفي والقيام بجولة فجائية يريد أن يشاهد بعينه الخدمات المقدمة للمواطنين دون رتوش ودون لسان منافق بجانبه ودون تقارير زاهية مغلفة بطباعة فاخرة.

أرثي للحكومات حين تثق بمستشاريها فتخرج على الملأ لتتحدث عن "إنجازاتها المفترضة"

أرثي للحكومات حين تجلس تحت قبة البرلمان لتستمع إلى الخطابات النارية والاتهامات العشوائية والمطالب الفئوية والشعبوية، وهي تدرك تماما أنها لا تمتلك شيئا أكثر من معاناة الاستماع لتلك الخطابات الهادرة.

أرثي للحكومات حين تصدق نفسها بأنها صاحبة الولاية والاختصاص لتكتشف أنها لا تستطيع إكمال طبخة حكومية واحدة لعدم وجود المكونات للطبخة في مطبخها.

أرثي للحكومات حين تقع مشكلة أو أزمة أو حادثة، فتتظاهر بأنها غير معنية بها إلى أن تنتهي كيفما جاء، أو يتم حلها من أي طرف آخر غيرها.

يقولون أن الوزير أراد المفاجأة فتفاجأ هو.. ولو انتبه للحظة لما تفاجأ مطلقا، فالشعب لكثرة من امتطى موجة ركوب المسؤولين الدوار الرابع، لم يعد يعبأ بمن حضر أو غاب، بمن جاء أو ذهب، فالوجوه سيان والتصريحات تتكرر كشريط كئيب.

لقد أصبنا بزهايمر في ذاكرتنا الرسمية، ولم نعد قادرين على مجرد الاعتياد أو الدهشة، ناهيك عن التصديق والتكذيب.

كنت دائما أمارس دور الناقد الرسمي للحكومات، لكنني الآن ومن باب الناصح الشعبي للحكومات، أتمنى على الحكومة بجميع أركانها أن تعمل بصمت تام وأن تغلق الأبواب وأن لا تخرج بأية تصريحات وأن لا تفكر خارج نطاق الصندوق المحدد لهان وأن لا يبادر أحد وزرائها بأية أفكار او مقترحات أو توصيات.

استمتعوا بدفء المكاتب الوثيرة وكراسيها الفاخرة المريحة ورائحة القهوة العابقة في أرجاء الممرات الرسمية، واعملوا كما هو الحال في معظم الوزارات وبذريعة كورونا بأن يكون الدخول لأية غرفة أو طابق من الوزارة من خلال الباسوورد السري الممنوح فقط لمن يحق لهم الدخول حسب مزاج ورغبة الوزير.

هناك وزارات إن تورطت بدخولها ستجد نفسك معتقل في غرفة محددة وطابق محدد ولا يمكنك التجول في أرجائها دون أن يكون معك صلاحية فتح الأبواب الإلكترونية.

استمتعوا بأيامكم المشمشية، مع أن المشمش أصبح يمكن الحصول عليه طيلة السنة. إياكم أن تفكروا فهو آفة يقترفها الحمقى الذين يزعمون أنهم يريدون حياة أكثر حمقا وجمالا.

فقط مارسوا اعتياداتكم اليومية، واعملوا شبكة علاقات عامة جيدة وكافية لتسيير الرفاهية في حياتكم.. وقوموا بعمل مجموعة على الواتس أب تحت مسمى "الحكومة حين تلعب"..

أقول: لتستمتع الحكومة بكل ما سبق، فقط المطلوب شعبيا أن تنسى بأن هناك شعب..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :