يولد الإنسان على فطرة سليمة ومنهج سوي فتراه طفلا بريئا يعبر عن مشاعره المجردة باسترسال لطيف ويتحدث بما يشاهد ويرى ويقول الصدق وان كان مرا على السامع ولا يعرف المجاملة ويتحرك في نطاق بيئته بعفوية وبساطة وسهولة ويسر.
تراه لا يعرف الكذب ولا يدرك معنى النفاق ولا يتطاول على احد وان غضب فغضبه ناجم عن حدث موضوعي وان رضي وفرح كان واقعيا.
ثم يكبر ويمتد في العمر ويخوض التجارب ويتعامل مع من حوله من البشر لتبدأ سليقته بالتغير والتبدل وفقا لما يواجهه من أحداث وقصص فيرى أمامه الكذب والنفاق والتسلط والاعتداء والزور والبهتان والافتراء والتقلب فتفسد فطرته وينتقل إلى حياة أخرى غير التي طبع عليها ليدخل في معتركات متغيرة وذبذبات مختلفة.
يتلوث في البيئة المعدية وأمراض البشرية الطاغية فيتخذ له منهجا جديدا لإثبات ذاته وتحقيق طموحاته وإيجاد سعادته بصفات وسمات كانت تأباها فطرته ويرفضها عقله فينطق كاذبا ويسحج للطغاة ويرتدي الكوابيس ويسرق سعادة الآخرين ويتطاول على الأبرياء ويأكل الحرام ويمشي في النميمة ويستأثر بالغيبة ويتلون مع المواقف ويحلف الإيمان الكاذبة ويدعى الزعامة والكبرياء ويخون العهد ويقدح اعراض الناس. يمارس ذلك لإثبات ذاته وتحقيق سعادة وجوده ويصبح له منهجا في التغول والسيطرة والكسب غير المشروع.
انها منهجية إثبات الذات على طريق الضلال وحضور الاوهام وغياب المروءة وانتفاء الشجاعة والتستر بالنفاق والتزلف للكبار ليجد مقعدا يجلس عليه بينهم.
ما احوجنا إلى تحرير هذه المنهجية ورفضها وكشف زيفها ولفظها من المجتمع وطي صفحتها وشق طريق الاعتدال والصدق الاستقامة.