أفرض مثلا مثلا يعني:
أن نستطيع بتغييرات جينية أو أي هندسة وراثية أو توريثية ما، أو بأي طريقة مذهلة الغرابة -فالخيال لا يحتاج الى تبريرات منطقية أصلا - تخيلوا أن نستطيع تفكيك آذاننا وعيوننا، وقتما نشاء وأينما شئنا، كمرحلة أولى.
هنا يبدأ المخيال .... تدخل إلى الندوة بكل فشخرة وترتمي على أحد المقاعد، وما أن يشرع المحاضر المحترم حتى تشرع في فك أذنيك وتبدأ بتنظيفها من صمغ الأيام الماضية. تتحرك شفاه الخطيب، لكنك لا تسمع شيئا، وربما تستطيع ضبط إيقاع أذنيك وتقوم بتغيير طبلة الأذن كما تغير عدسة العين، وتركب مصافي وحواجز لتسمع ما تشاء، حتى لو كانت أذنك ثابتة في مكانها الطبيعي. كما تستطيع أن تحول أذنيك بشكل مؤقت واحدة من طين والأخرى من عجين (مثلك مثل أي مسؤول).
وإذا لم تعجبك حركات الخطيب، فيمكنك أيضا تفكيك عينيك، فلا تراه وتخلص من وجع القلب .... كما يمكنك تغيير الأوضاع، واللعب على قصة العدسات المقعرة والمحدبة، فتجعل الخطيب، مقلوبا أو مبطوحا على الجوانب، صغيرا أم كبيرا، ويمكنك تغيير ملامح وجهه عن طريق إدخال برنامج (الفوتوشوب) داخل العين، أو يمكنك تحويل عينيك الى مرايا مضحكة مثل مرايا السيرك...أنظر إلى الخطيب والجمهور .... لا بل انظر إلى نفسك أيضا وتمتع بالسيرك بلا تذاكر ولا مذاكر.
هذا في المرحلة الأولى، وإذا رغبت بتصعيد فكرة التخيل، فيمكنك أيضا نزع قلبك وتنظيفه من أسخام وأصماغ الأيام، ويمكنك فك المعدة والاثني عشر والغدة المعثكلة، وتغيير أماكن ما تشاء من الأجزاء -حسب الطلب-.
تستطيع بالخيال أن تفعل كل شيء تقريبا، لكنك لا تضحك، في النهاية سوى على نفسك، وستكتشف أن التغيير الوحيد الممكن هو فقط في الانخراط في الحياة والممارسة اليومية العملية.
الدستور